مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/24/2021 04:10:00 م

القلب أم العقل من المنتصر

القلب أم العقل من المنتصر
القلب أم العقل من المنتصر



مفهومٌ تربينا عليه ، مفهومٌ يلاحق مسامع وعينا منذ ولادتنا .. 

فكثيراً ما نسمع أنَّ القلب هو مصدر المشكلات ، و لولاه كنا مشينا للطريق الصحيح بخُطىً ثابتة .


حان الوقت لننفض الغبار عن هذا الإعتقاد الخاطئ ، و كدليلٍ مبدئي ، 

 موقع  مجلة "آي إن سي" الأميركية ، فقد أوصوا و بحسب دراساتهم الحديثة ، بأنَّ يتبع الناس ما يريده القلب ،  

لأنَّ هذا الخيار هو الذي يضمن السعادة الأكبر في الحياة .


هل صادفتم يوماً و قلتم به

 " عقلي قال لي أنَّ هذا سيحدث !  ....  عقلي يشعرني بأنَّ هنالك خطبٌ ما  ! "


دائماً عندما يحدث شيء ما نقول 

" قلبي قال لي أنَّ هذا ما سيحدث ... قلبي يشعرني بأنَّ هنالك خطبٌ ما .. " .


القلب صادق ، لعدة أسباب و من ضمنها : 


● القلب يتوضع تحت العقل و ليس فوقه ، لا لأنه الأعلى .. بل لأن القلب رقيب عليه ( من الناحية العضوية


حيث أنَّ أول عضو يتكوّن عند الجنين ضمن رحم أمه ، هو القلب ،  و تشكّل الخلايا العصبية ٦٥ ٪ منه .


● العقل إذا توقف عن العمل ، نبض القلب يستمر و لو لثوانٍ ، 

أما القلب إذا توقف .. نموت فوراً ( من الناحية الطبيّة )


و هذا ما اكتشفه العلماء أثناء تجاربهم على الفئران ،

 ففي اللحظات الأخيرة من موتها ، تابعوا مراحل نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ ، و وجدوا أنه قد أرسل موجات معينة للقلب جعلته يشعر بالخطر .. و التي أوقفته لاحقاً ، 

و عندما أعادوا البحث تفاجأوا بأن القلب قد نجا لدقيقة أو أقل ، و استطاع الحياة لفترةٍ أطول .


وقالت “جيمو بورجيجين” الباحثة المشاركة في الدراسة وعالمة الأعصاب في جامعة ميشيغان بكلية الطب: 

الناس تركز طبيعياً على القلب ، و يعتقدون أنه إذا ما قاموا بإنقاذ القلب  ، فيمكنهم إنقاذ الدماغ ، و لكن فريقنا وجد شيئاً مفاجئاً ، وجدنا أنه علينا قطع التواصل الكيميائي بين الدماغ والقلب ... من أجل إنقاذ القلب ... و هذه النتيجة مخالفة تماماً للأعراف الطبيّة التقليديّة " .


● أغلب الآيات القرآنية تخاطب القلوب :

" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

"ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة

" قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك

( من الناحية الدينيّة ) .


القلب هو مركز الشعور ( المشاعر ) و اللا شعور ( العقل )

لذلك الله ذكر لنا آيات عدّة تتحدث المبدأ الكوني الثابت ..  أساسه القلب ، و ما المشاعر سوى مزيجٌ من العقل و القلب ..

لذلك أوقات تكون غير صحيحة .


المتصل مع روحه و قلبه بعمقاً أكبر سيفهم هذا الكلام جيداً .. 

بالطبع نحن لا نلغي دور العقل ، بل العكس ، حيث قال ربنا " و قد كرّمنا بني آدم " ..

كرّمنا الله بشيء لا أحد سوانا يملكه " العقل "

و لكن يبقى صوت القلب الحقيقي ... هو الأقوى  .


(( هل جربتم يوماً التواصل مع هذا الجزء الطاهر الصادق الموجود بداخلنا ؟! )) 


معلومات خاصة بالقلب : 


أولاً

 صحيحٌ أنَّ العقل هو الذي يتحكّم بأفعالنا لكن و على ما يبدو حين يتعلق الأمر بالقرارات فإن مصدر القرارات الصحيحة 

... بيولوجياً ... هو القلب .

(( هذا ما أثبتته دراسات الحديثة )) .


ثانياً

 هناك مصطلحٌ نفسي يدعى  《المخ القلبي


من خلاله ، الإنسان يتعلم و يتذكّر و يشعر و يخاف ...

و بالتالي يقوم بترجمة هذه المعلومات على شكل إشارات عصبيّة ، يتم إرسالها من القلب و إلى المخ  ..

و هذا ما يوصلنا لنتيجة ، أنَّ المعلومات المرسلة من القلب إلى العقل ، تعادل أضعاف المعلومات التي يتم إرسالها من العقل إلى القلب .


ثالثاً 

للقلب ذاكرة خاصة به ،  يمكنها أن تبّدل حياة البشر أحياناً ، و خصيصاً حال تعرّضهم لحوادث سير أو حوادث عصبية تجعلهم يفقدون الذاكرة .

و هناك دليل أقوى على هذا ، فقد تمَّ رصد هذه الفكرة و تأكيدها عند الأشخاص الذين خضعوا لعمليات الزراعة القلبيّة .. بعضهم من وجد نفسه يختبر و يخوض مشاعر غريبة ، تابعة للمتبرع .. 



في المحصلة ، و خلاصة القول ..

العلم و الدين و التأمل يحسمون  الأمر .

عليك الاستماع إلى قلبك أكثر من عقلك لأنه و على ما يبدو الأكثر فعاليّة لحسم الأمور ، فنحن عندما نخطأ الشيطان يدفعنا للقيام بخطأٍ ما .. 

العقل يأخذ موقفاً ثابتاً ... أما القلب يسامح .


نحن عندما نكره ندخل الشيطان لقلوبنا .. لا نستمع إليها كما يعتقد البعض .


كلنا ننزعج و نصرخ و نجرح و نبكي في مواقف معينة ، و لأشخاص معينين ، و يحدث ألا ننسى مدى عمق الأذى الذي أحدثه لفجوة روحنا .. لكنَّ هذا ليس دافعاً للكره ..

الرب وحده من يحاسب ..

نحن مهمتنا نسامح بابتسامة ، و نحذر لنكمل حياتنا .


الأنبياء بشر أيضاً ..

رغم كل الأذى الذي أصابهم ... لم يكرهوا ..

لأن قلوبهم نقيّة و صافية ..

 

كل عثرة أو مشكلة عاطفية أو تجربة فاشلة فوراً نقول 

ليتني لم أخضع لقلبي ..


أظنَّ حان الوقت لنعيد ترتيب أفكار عقلنا ، و نجعله يسمع صدى الفؤاد ..


حان الوقت لنكون صادقين مع أنفسنا بعمقٍ أكبر ..


هكذا يمكن للقلب الارتفاع بالحب مع العقل و الاتفاق .. 


تماماً كما فعل ..  


آدم و حواء .



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.