القلب أم العقل من المنتصر
مفهومٌ تربينا عليه ، مفهومٌ يلاحق مسامع وعينا منذ ولادتنا ..
فكثيراً ما نسمع أنَّ القلب هو مصدر المشكلات ، و لولاه كنا مشينا للطريق الصحيح بخُطىً ثابتة .
حان الوقت لننفض الغبار عن هذا الإعتقاد الخاطئ ، و كدليلٍ مبدئي ،
موقع مجلة "آي إن سي" الأميركية ، فقد أوصوا و بحسب دراساتهم الحديثة ، بأنَّ يتبع الناس ما يريده القلب ،
لأنَّ هذا الخيار هو الذي يضمن السعادة الأكبر في الحياة .
هل صادفتم يوماً و قلتم به
" عقلي قال لي أنَّ هذا سيحدث ! .... عقلي يشعرني بأنَّ هنالك خطبٌ ما ! "
دائماً عندما يحدث شيء ما نقول
" قلبي قال لي أنَّ هذا ما سيحدث ... قلبي يشعرني بأنَّ هنالك خطبٌ ما .. " .
القلب صادق ، لعدة أسباب و من ضمنها :
● القلب يتوضع تحت العقل و ليس فوقه ، لا لأنه الأعلى .. بل لأن القلب رقيب عليه ( من الناحية العضوية )
حيث أنَّ أول عضو يتكوّن عند الجنين ضمن رحم أمه ، هو القلب ، و تشكّل الخلايا العصبية ٦٥ ٪ منه .
● العقل إذا توقف عن العمل ، نبض القلب يستمر و لو لثوانٍ ،
أما القلب إذا توقف .. نموت فوراً ( من الناحية الطبيّة )
و هذا ما اكتشفه العلماء أثناء تجاربهم على الفئران ،
ففي اللحظات الأخيرة من موتها ، تابعوا مراحل نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ ، و وجدوا أنه قد أرسل موجات معينة للقلب جعلته يشعر بالخطر .. و التي أوقفته لاحقاً ،
و عندما أعادوا البحث تفاجأوا بأن القلب قد نجا لدقيقة أو أقل ، و استطاع الحياة لفترةٍ أطول .
وقالت “جيمو بورجيجين” الباحثة المشاركة في الدراسة وعالمة الأعصاب في جامعة ميشيغان بكلية الطب:
" الناس تركز طبيعياً على القلب ، و يعتقدون أنه إذا ما قاموا بإنقاذ القلب ، فيمكنهم إنقاذ الدماغ ، و لكن فريقنا وجد شيئاً مفاجئاً ، وجدنا أنه علينا قطع التواصل الكيميائي بين الدماغ والقلب ... من أجل إنقاذ القلب ... و هذه النتيجة مخالفة تماماً للأعراف الطبيّة التقليديّة " .
● أغلب الآيات القرآنية تخاطب القلوب :
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا "
"ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة "
" قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك "
( من الناحية الدينيّة ) .
القلب هو مركز الشعور ( المشاعر ) و اللا شعور ( العقل )
لذلك الله ذكر لنا آيات عدّة تتحدث المبدأ الكوني الثابت .. أساسه القلب ، و ما المشاعر سوى مزيجٌ من العقل و القلب ..
لذلك أوقات تكون غير صحيحة .
المتصل مع روحه و قلبه بعمقاً أكبر سيفهم هذا الكلام جيداً ..
بالطبع نحن لا نلغي دور العقل ، بل العكس ، حيث قال ربنا " و قد كرّمنا بني آدم " ..
كرّمنا الله بشيء لا أحد سوانا يملكه " العقل "
و لكن يبقى صوت القلب الحقيقي ... هو الأقوى .
(( هل جربتم يوماً التواصل مع هذا الجزء الطاهر الصادق الموجود بداخلنا ؟! ))
معلومات خاصة بالقلب :
أولاً
صحيحٌ أنَّ العقل هو الذي يتحكّم بأفعالنا لكن و على ما يبدو حين يتعلق الأمر بالقرارات فإن مصدر القرارات الصحيحة
... بيولوجياً ... هو القلب .
(( هذا ما أثبتته دراسات الحديثة )) .
ثانياً
هناك مصطلحٌ نفسي يدعى 《المخ القلبي》
من خلاله ، الإنسان يتعلم و يتذكّر و يشعر و يخاف ...
و بالتالي يقوم بترجمة هذه المعلومات على شكل إشارات عصبيّة ، يتم إرسالها من القلب و إلى المخ ..
و هذا ما يوصلنا لنتيجة ، أنَّ المعلومات المرسلة من القلب إلى العقل ، تعادل أضعاف المعلومات التي يتم إرسالها من العقل إلى القلب .
ثالثاً
للقلب ذاكرة خاصة به ، يمكنها أن تبّدل حياة البشر أحياناً ، و خصيصاً حال تعرّضهم لحوادث سير أو حوادث عصبية تجعلهم يفقدون الذاكرة .
و هناك دليل أقوى على هذا ، فقد تمَّ رصد هذه الفكرة و تأكيدها عند الأشخاص الذين خضعوا لعمليات الزراعة القلبيّة .. بعضهم من وجد نفسه يختبر و يخوض مشاعر غريبة ، تابعة للمتبرع ..
في المحصلة ، و خلاصة القول ..
العلم و الدين و التأمل يحسمون الأمر .
عليك الاستماع إلى قلبك أكثر من عقلك لأنه و على ما يبدو الأكثر فعاليّة لحسم الأمور ، فنحن عندما نخطأ الشيطان يدفعنا للقيام بخطأٍ ما ..
العقل يأخذ موقفاً ثابتاً ... أما القلب يسامح .
نحن عندما نكره ندخل الشيطان لقلوبنا .. لا نستمع إليها كما يعتقد البعض .
كلنا ننزعج و نصرخ و نجرح و نبكي في مواقف معينة ، و لأشخاص معينين ، و يحدث ألا ننسى مدى عمق الأذى الذي أحدثه لفجوة روحنا .. لكنَّ هذا ليس دافعاً للكره ..
الرب وحده من يحاسب ..
نحن مهمتنا نسامح بابتسامة ، و نحذر لنكمل حياتنا .
الأنبياء بشر أيضاً ..
رغم كل الأذى الذي أصابهم ... لم يكرهوا ..
لأن قلوبهم نقيّة و صافية ..
كل عثرة أو مشكلة عاطفية أو تجربة فاشلة فوراً نقول
ليتني لم أخضع لقلبي ..
أظنَّ حان الوقت لنعيد ترتيب أفكار عقلنا ، و نجعله يسمع صدى الفؤاد ..
حان الوقت لنكون صادقين مع أنفسنا بعمقٍ أكبر ..
هكذا يمكن للقلب الارتفاع بالحب مع العقل و الاتفاق ..
تماماً كما فعل ..
آدم و حواء .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك