مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/25/2021 07:35:00 م

رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة

 - الجزء الثاني -

رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة

رسالةٌ وجوديّة .. رسالةٌ وجدانيّة


 لنكمل معاً تلك الرسالة الوجوديّة .. و الوجدانيّة :


ابتسمتُ و قلتُ في نفسي : 

سيكون الله بعظمته يحبه , ستكون الملائكة بطُهرها دعتْ له , لو تدركين كم نحن بحاجة إلى أشخاصٍ خطأ مثلك !!

(( و حين يأتي دوري , أُهمل , أُصبح شخصاً سيئاً , لا يُقدّر , لا يفهم , لا يستوعب .. على أيّة حال .. البقاء بمفردي هو أنسب حل ..

بالطبع , فلا مكان لك بين الوحوش ..

***

(( لكن لطالما كان مفهومي عن الحب مختلف , شأنه شأن مراحلي العمريّة , يبدأ لينمو و يتطوّر .. ثمَّ يُفنى .. 

حارسة الحب أضحتْ الآن تنام عشياً باكراً , لا تخرج من المنزل إلا للضرورة , لا تتكلم مع أيِّ شخص إلا للحاجة .. 

تغيّرت مشاعري تجاه الهوى , و ليس فقط تجاه من أهوى ..

كنتُ أحلم بذلك الحب المندفع و الدافع في آنٍ معاً نحو الجنون , حبٌّ عظيم لا ينضب نبعه , صارخٌ بهدوءٍ و حنان , يقاتل بسلامٍ , بياسمينةٍ ..  لحماية الأمان  .. 

آه لو تدري كمية التعب و الإرهاق المتراكمة عن معارك حياتي ,

 تعبتُ من المقاومة , تعبتُ من الخضوع , تعبتُ من البشر ..

 و تعبتُ من الوحدة ... و المرض ..

***

دمعتي على وشك السقوط بعد قراءة هذا الكلام , و فُزع قلبي لكلمتها الأخيرة :

(( مرحلةٌ  مؤلمة , قاسية , دامية ..

عشتها لوحدي , لا أنكر من تواجد عدد قليل من الأصدقاء , و لا أنكر فضلهم ..

 لكنني مللتُ من رميّ الدائم لثقلي عليهم , و صممتُ على العيش مع هذه التجربة لوحدي .. 

ليالٍ طويلة لا أدري كيف انبثق فجرها , معلناً نهاراً جديداً ..

صرخاتٌ تعبر سماء بإيمان , و لا تعبر مسمع فردٍ واحدٍ من الجيران ..

أزحف زحفاً لوصولي إلى المرحاض , و الدماء حولي متبعثرة في الأرجاء و كأنها عملية إجهاض ..

حرارة تصل لفوق الأربعين , و قد تنخفض لتحت الصفر بل لتحت سالب العشرين ..

حرقةٌ في الأرحام و أخرى في فؤادٍ أضناه الوهم و الآلام .. 

لا أعلم هل سأنجو من مرض السرطان , أم أنني سأقف في صفِّ أموات الزمان ؟!

أنت المنقذ الأول , المعلّم الأول .. و الحبُّ الصادق الأول ..

فلا تنزعج من رسالتي التي وضعتها بنفسي تحت وسادتك ..

و لا تنزعج من سرقة مفتاح منزلك في الطريق ..

و لا تنزعج من تسللي كاللصوص رغم إمكانيتي بالتواصل المباشر 

.. لكنني لا ارغب أن تراني أنت تحديداً بالوضع الذي أنا فيه ... ))


رنَّ جرس المنزل , مسحتُ دموعي المنهمرة , فتحت الباب .

. كانت هي , و لم تكن .. امرأة ٌ يافعة , طويلة القامة , ذو شعرٍ بنيٍّ فاتح , و وجهٍ نحيف , متعب .. 


دخلتْ ...

و سقطتْ على الفور .. 

سقطتْ بين يدي .. كما كانت تلعب بينهما ..

حملتها لعلّيَّ أصل في الوقت المناسب إلى المشفى , لكنها قالت بأنفاسٍ متقطعة :

لم أخجل من تجاربي و معتقداتي و أخطائي .. بقدر خجلي من أنني حضرت هذه المسرحيّة .. بوجهي الحقيقي ...

ثمَّ هوتْ يدها , و نامت كالملاك الصغير ... و أدركتُ حينها , أنَّ آخر شجرةٍ آمنة على وجه الأرض .. قُطعت .. 

و ماتت جذورها ....



شهد بكر 💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.