ياسمين .. روحٌ تائهة
مرةً على ضفة نهرٍ حزين ، كانت الأسماك قد غادرته لفرض البشر أنفسهم عليه ..
و التقينا ..
- أنا تائهٌ هنا و لا أعرف الطريق ، هلّا أوصلتني لأقرب نقطةٍ للعودة إلى البيت العتيق ؟!
- بكل تأكيد ، فشغفي في هذه الحياة .. إيصال الضائعون عن شارع غاياتهم و مقاصدهم .
و مشينا معاً ، تعبتْ من المسير المتكرر ، و الصمت المتجوّل ..
عانقتْ يدي معلنةً تعبها ، و إرهاقها .
فكانت ردة فعلي غير تقليدية ، لم أرفض هذه الليلة العابرة ، و قلتُ لها :
أتتصنعين الحبَّ كي أعود مجدداً ؟!
قهقهتْ بحزنٍ : بل أخبرك فعلاً لا كلاماً .. بشدة انهماكي .
- إن كانت هذه الحقيقة ..
بحركةٍ فجائية .. حملتها على ظهري : ما اسمك ؟!
- ياسمين ...
- من أين أنت ؟ الشام ؟؟!
- أنا من كلِّ مكانٍ ينتمي للحب ..
- ألم تسألي عن اسمي ..
- عابرٌ لطيف ، سميتك بقلبي .. فلا مجال للقاء مرةً أخرى .
- و لماذا ؟؟!!
- لأنَّ الدنيا هكذا ، تجمعنا مع الحقيقين للحظات .. ساعات .. لا أكثر .
- و كم من حقيقيٍّ مرَّ على حياتك ؟!
- لن تصدق لو أخبرتك ..
- جربي ..
- أنت فقط ..
ضحكتُ من أعماق كياني : بهذه السرعة !!
- لأنك شعرت بتعبي .. و ساعدتني دون طلب ... و مهمتي مساعدة الآخرين .. لا العكس .
- ألستِ إنسان ؟!
- لا ..
صدمتُ من جوابها ، لتكمل : أنا روحٌ من الله ..
ابتسمتُ : كم هو مريحٌ كلامك ..
- ألم تخف ؟؟!!
- بالطبع لا ، كيف يخاف المرء عند ذكر الله ؟؟!!
- أفهمت قصدي بأنك حقيقي ؟!
توقفتُ عن الحركة ، و السرور ارتسم على معالم وجهي :
وصلت .. وصلتُ يا ياسمين ..
لو تعلمين كم من عمرٍ ذهب هدراً و أنا أبحث عن منزلي !!
طال صمتها ، التفت إليها ، وجدتها تبتسم لي :
هذا منزلنا
أدركتُ لحظتها .. دماء الحرب التي فاحتْ من ياسمينة القلب ..
و تلاشتْ ... مع المنزل العتيق .
اتعرف ياسمينةً تشاركها هذا المقال ...
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك