مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/11/2021 06:26:00 م

ياسمين .. روحٌ تائهة

ياسمين .. روحٌ تائهة

ياسمين .. روحٌ تائهة


 مرةً على ضفة نهرٍ حزين ، كانت الأسماك قد غادرته لفرض البشر أنفسهم عليه .. 


و التقينا ..

- أنا تائهٌ هنا و لا أعرف الطريق ، هلّا أوصلتني لأقرب نقطةٍ للعودة إلى البيت العتيق ؟!


- بكل تأكيد ، فشغفي في هذه الحياة .. إيصال الضائعون عن شارع غاياتهم و مقاصدهم .


و مشينا معاً ، تعبتْ من المسير المتكرر ، و الصمت المتجوّل ..

عانقتْ يدي معلنةً تعبها ، و إرهاقها .

فكانت ردة فعلي غير تقليدية ، لم أرفض هذه الليلة العابرة ، و قلتُ لها :

أتتصنعين الحبَّ كي أعود مجدداً ؟!


قهقهتْ بحزنٍ : بل أخبرك فعلاً لا كلاماً .. بشدة انهماكي .


- إن كانت هذه الحقيقة ..


بحركةٍ فجائية .. حملتها على ظهري : ما اسمك ؟!


- ياسمين ...


- من أين أنت ؟ الشام ؟؟!


- أنا من كلِّ مكانٍ ينتمي للحب ..


- ألم تسألي عن اسمي ..


- عابرٌ لطيف ، سميتك بقلبي .. فلا مجال للقاء مرةً أخرى .


- و لماذا ؟؟!!


- لأنَّ الدنيا هكذا ، تجمعنا مع الحقيقين للحظات .. ساعات .. لا أكثر .


- و كم من حقيقيٍّ مرَّ على حياتك ؟!


- لن تصدق لو أخبرتك ..


- جربي ..


- أنت فقط ..


ضحكتُ من أعماق كياني : بهذه السرعة !!


- لأنك شعرت بتعبي .. و ساعدتني دون طلب ... و مهمتي مساعدة الآخرين .. لا العكس .


- ألستِ إنسان ؟! 


- لا ..


صدمتُ من جوابها ، لتكمل : أنا روحٌ من الله ..


ابتسمتُ : كم هو مريحٌ كلامك ..


- ألم تخف ؟؟!!


- بالطبع لا ، كيف يخاف المرء عند ذكر الله ؟؟!!


- أفهمت قصدي بأنك حقيقي ؟!


توقفتُ عن الحركة ، و السرور ارتسم على معالم وجهي :

وصلت .. وصلتُ يا ياسمين ..

لو تعلمين كم من عمرٍ ذهب هدراً و أنا أبحث عن منزلي !!


طال صمتها ، التفت إليها ، وجدتها تبتسم  لي : 


هذا منزلنا 


أدركتُ لحظتها .. دماء الحرب التي فاحتْ من ياسمينة القلب .. 

و تلاشتْ ... مع المنزل العتيق .


اتعرف ياسمينةً  تشاركها هذا المقال ...


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.