مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/11/2021 09:42:00 م

 لحظة خيال .. تزور القلب

لحظة خيال .. تزور القلب
لحظة خيال .. تزور القلب



في ذلك اليوم .. وضعتُ يدي على خدّها ..


فأحسستُ بالحياة قد تسللتْ لأناملي ، بدل دموعها الطاهرة ..


و قلتُ لها :


أيرضيك؟ أيرضيك الذي حصل بيننا ؟

ثمة فجوة هائلة و نحن نلزم الصمت في حديثنا و نتظاهر بأننا على ما يرام ..


رفعتْ عيناها نحوي ، قمتُ بلف خصرها ، متمسكةً بعنقي ، قالت :


كلا ...

انت لا تعلم كم أجاهد طوال اليوم لأتجاهل طيف هواك ، لكن الليل يأتي فيما بعد ، ليشعل رغبتي في سرقة قبلةٍ من ثمار ثغرك اللذيذ .


همستُ لها :

و أنا لازلت أغزل من وعودك سحباً لعلّها تمطر لقاءً قدسياً  يجمعني بك ..

ما رأيك أن تحدثيني ..


بمكرٍ أنثوي ، و نظرةٍ غراميّة : عن ماذا ؟!


قلت لها : 

حدثيني عن " الهوى " لأحضر لكِ قواميس العالم مع الشعر و الروايات 


حدثيني عن " الحياة " لأخبركِ عن معنى كدِّ تعبها و انسجامها مع التناقضات 


حدثيني عن" الإنسان " لأقول لكِ أنه تجرّد من فطرته و لام الزمان بتحوله إلى فُتات 


حدثيني عن " الأمل " لأصوغ عبارات القوة و الصبر قالتها الأم التي فقدتْ أبناءٌ مئات 


حدثيني عن " الضعف " لأعلمكِ بتكوّر الغالبية كلَّ ليلةٍ على أنفسهم و لازال الارتعاش يلغي الثبات


حدثيني عن " الكون " لأخبركِ كم هو غريبٌ و غامضٌ لا يعرف عنه سوى الله و لربما القليل من الأحياء و الأموات


حدثيني عن " علاقاتٍ لا مسمى لها " و لكنها تارةً ما تُسعد الذات و تارةً ما تُنهك الفؤاد بالآهات


حدثيني عن أي شيء و كل شيء ..

المهم حدثيني يا قرينة الروح و صديقة الكيان حتى الممات 


لكن حذاري .. لا تتكلمي عن العقول التي رضيتْ بالسبات 


فردة فعلي لن تكون غير السكوت و انتظار الفرج من ربِّ السماوات ....



ابتعدتْ  عني ....

بنظرةِ قسوة القدر و كلام صروف الحياة تحدثتْ :


لقد رميتَ بالفراق فؤادي .. 

و خنقتَ بالحنين جوارحي ..


و بالرغم من هذا بقيتُ صامدةً ... إلى أن جاء أجلي ..


بوعكةِ شوقٍ لكياني ..



تقدمتُ خطوةً واحدة ( ليتني بقيت واقفاً بمكاني ) 


فما لبث إلا و تلاشى جسدها في الهواء ..


فعلمتُ بأنَّ الحبَّ لسواها .. ليس سوى ..


 خيالٌ و أوهامٌ ... و فناء 


شارك مقالي مع من تحب ... 

شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.