لحظة خيال .. تزور القلب
لحظة خيال .. تزور القلب |
في ذلك اليوم .. وضعتُ يدي على خدّها ..
فأحسستُ بالحياة قد تسللتْ لأناملي ، بدل دموعها الطاهرة ..
و قلتُ لها :
أيرضيك؟ أيرضيك الذي حصل بيننا ؟
ثمة فجوة هائلة و نحن نلزم الصمت في حديثنا و نتظاهر بأننا على ما يرام ..
رفعتْ عيناها نحوي ، قمتُ بلف خصرها ، متمسكةً بعنقي ، قالت :
كلا ...
انت لا تعلم كم أجاهد طوال اليوم لأتجاهل طيف هواك ، لكن الليل يأتي فيما بعد ، ليشعل رغبتي في سرقة قبلةٍ من ثمار ثغرك اللذيذ .
همستُ لها :
و أنا لازلت أغزل من وعودك سحباً لعلّها تمطر لقاءً قدسياً يجمعني بك ..
ما رأيك أن تحدثيني ..
بمكرٍ أنثوي ، و نظرةٍ غراميّة : عن ماذا ؟!
قلت لها :
حدثيني عن " الهوى " لأحضر لكِ قواميس العالم مع الشعر و الروايات
حدثيني عن " الحياة " لأخبركِ عن معنى كدِّ تعبها و انسجامها مع التناقضات
حدثيني عن" الإنسان " لأقول لكِ أنه تجرّد من فطرته و لام الزمان بتحوله إلى فُتات
حدثيني عن " الأمل " لأصوغ عبارات القوة و الصبر قالتها الأم التي فقدتْ أبناءٌ مئات
حدثيني عن " الضعف " لأعلمكِ بتكوّر الغالبية كلَّ ليلةٍ على أنفسهم و لازال الارتعاش يلغي الثبات
حدثيني عن " الكون " لأخبركِ كم هو غريبٌ و غامضٌ لا يعرف عنه سوى الله و لربما القليل من الأحياء و الأموات
حدثيني عن " علاقاتٍ لا مسمى لها " و لكنها تارةً ما تُسعد الذات و تارةً ما تُنهك الفؤاد بالآهات
حدثيني عن أي شيء و كل شيء ..
المهم حدثيني يا قرينة الروح و صديقة الكيان حتى الممات
لكن حذاري .. لا تتكلمي عن العقول التي رضيتْ بالسبات
فردة فعلي لن تكون غير السكوت و انتظار الفرج من ربِّ السماوات ....
ابتعدتْ عني ....
بنظرةِ قسوة القدر و كلام صروف الحياة تحدثتْ :
لقد رميتَ بالفراق فؤادي ..
و خنقتَ بالحنين جوارحي ..
و بالرغم من هذا بقيتُ صامدةً ... إلى أن جاء أجلي ..
بوعكةِ شوقٍ لكياني ..
تقدمتُ خطوةً واحدة ( ليتني بقيت واقفاً بمكاني )
فما لبث إلا و تلاشى جسدها في الهواء ..
فعلمتُ بأنَّ الحبَّ لسواها .. ليس سوى ..
خيالٌ و أوهامٌ ... و فناء
شارك مقالي مع من تحب ...
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك