مشهد درامي غرامي
كنتُ غارقاً في الأحلام الغير مفهومة ، متبعثرةُ الأحداث هنا و هناك ..
استيقظتُ لأشرب القليل من الماء ، عليَّ أنْ أهدّأ من روعي ، و أدخل في بحر النوم العميق ..
قُرع الباب فجأةً ، أقنعتُ نفسي بأنه مجرد وهمٍ ، و أنَّ القادم لن يختار وقتاً متأخراً كهذا ..
《فالوقت مهم جداً ، و لكلِّ ثانيةٍ حسبانٌ عندي 》
بقيتُ مستلقياً ..
أتأمل السقف مع صدى الصوت المتكرر المطروق ..
تأكدتُ من الوهم بعد سيري إلى الباب ، تعالتْ طرقاته أكثر ..
فأعتقدتُ أنه أحد القتلى التي آلت الظروف الدنيئة أن تنشرهم في أصقاع المكان ..
اقتربتُ بحذرٍ تام من الباب مجدداً .. نظرتُ لما يُعرف بالعين الساحرة ، أظنها كذلك ...
فنحن نرى جميع ما خلفها و لا أحد يرانا ..
《و هذا الواقع الذي أعيشه مع الأشخاص من حولي 》
ابتسمتُ بطمأنينةٍ لما رأيته ...
كانت " حواء " تقف موليةٍ ظهرها للباب ، و تطرق عليه طرقةً عكسيّة ..
كالطفلة تماماً ....
فتحتُ لها ..
بصمتٍ عجيب ...
بدا الحزن مبالغاً بالظهور على تعابير وجهها ..
لم يكن الغضب يسكنها و لا العتب .. كان الألم فقط .
دخلتْ بهدوءٍ على غير عادتها
(( سواء أكان الهدوء أم الدخول ))
اتّجهتْ نحو غرفة النوم ، فلا ريب من معرفتها إياها .. كان بابها الوحيد المفتوح .
استلقتْ على السرير .. و تكوّرت على نفسها ، و غطتها بقوقعة الغطاء ..
و أنا أراقبها كما لو أنني أشاهد مشهداً حزيناً متأثراً به ظاهرياً ...
و في أعماقي أتسائل عمّا سيحدث عقبة هذه الخطوة .. و بعد هذه الحركة و الأخرى ..
مشيتُ بدوري إليها ، نزعتُ الغطاء عن وجهها
و أخيراً نطقت .. " أتريد البقاء بقربي ؟! "
لم أستطع قط الرفض ، ففي هذا الضعف كله .. رغبةٌ عارمة تأججت لأحضنها .. و هي من طلب القرب ..
لا أعلم إن كانت شهوة أم أنَّ الأب الذي بداخلي ظهر ..
كل ما عملته حينها ....
أنَّ هذه الطفلة .. عليها بحضن أبيها ...
عليها بحضن آدمها .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك