ما هو التلسكوب وكيف يعمل؟
ما هو التلسكوب وكيف يعمل؟ |
يعتبر التلسكوب من أهم الإختراعات التي أنجزتها البشرية
لما له من دورٍ كبيرٍ جداً في تطور العلوم وخاصةً في مجال الفلك وفي المجال الطبي وعلم الأحياء الدقيقة،
ولقد غير التلسكوب نظرتنا إلى العالم وفهمنا للكون لأنه فتح أمامنا أبواباً لم نكن نتوقعها.
ولولا التلسكوب لما عرفنا أبداً مقدار اتساع هذا الكون ومقدار ما يحتويه من نجومٍ و كواكب وسدم و مجرات ومذنبات،
ناهيك عن الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية وكل ما يحتويه هذا الكون.
وكذلك بفضل التلسكوب تأكدنا لأول مرة بأن الأرض ليست مركز الكون بل هي مجرد كوكب يدور حول الشمس مثل غيره من كواكب المجموعة الشمسية.
وكذلك يعود للتلسكوب فضل إكتشاف الجراثيم والبكتيريا والخلايا الحية لأن مبدأ المجهر هو نفسه مبدأ التلسكوب ولكنه يستخدم لرصد الجسيمات الصغيرة بدلاً من رصد الأجسام البعيدة.
ما هو التلسكوب؟
يمكن تعريف التلسكوب بشكلٍ بسيطٍ على أنه جهازٌ لالتقاط الضوء وتركيزه بحيث يمكننا رؤية الأجسام البعيدة فعند توجيهه ليلاً الى أحد الأجرام المرغوب في دراستها يقوم بإلتقاط الضوء الصادر أو المنعكس عن هذا الجرم وتركيزه بحيث ترتسم صورة ذلك الجرم.
يعتمد مبدأ التلسكوب على أحد عنصرين أساسيين: إما مرآة عاكسة و مقعرة، أو عدسة شفافة و مقعرة لكي يستطيع تجميع الضوء الملتقط في صورة يمكن قراءتها و أخذ المعلومات منها، فمن المعلوم لدى معضم الناس بأن العدسة المقعرة تقوم بتجميع الضوء وتكبير الصورة الملتقطة.
كيف ظهر وتطور التلسكوب؟
فكرة التلسكوب قديمةٌ جداً و هي مأخوذةٌ من عالمين شهيرين هما العالم اليوناني أرخميدس و العالم العربي ابن الهيثم.
فيقال بأن أرخميدس استخدم المرايا المقعرة لتجميع أشعة الشمس وحرق السفن المعادية التي حاولت غزو مدينته سيراكيوس.
أما الحسن ابن الهيثم فيعتبر المؤسس الحقيقي لعلم الضوء و البصريات
ويعتبر من أشهر العلماء في التاريخ بسبب إنجازاته العلمية،
وقد قدم الكثير من الكتب والرسائل و المقالات ومنها كتابه الشهير المناظر.
ولكن اختراع التلسكوب
كان على يدي العالم الإيطالي غاليليو غاليلي و يعود للصدفة البحتة، حيث اكتشف بعض الناس بأن وضع عدستين متتاليتين على مسافةٍ مناسبةٍ يجعل كمية الضوء الملتقطة أكبر بكثير ما يجعل الأجسام البعيدة تبدوا قريبةً و واضحةً جداً.
عندما سمع غاليليو بقصة العدستين قام بتطبيق الفكرة مباشرةً فحصل على أول تلسكوب في العالم وقد استخدمه لرصد الكواكب المعروفة في وقته مثل المشتري و الزهرة والمريخ.
بعد ذلك تمكن غاليليو من تطوير التلسكوب وزاد نسبة تكبيره لتصل إلى عشرين مرةً ما مكّنه من اكتشاف أربعة أقمارٍ من أقمار المشتري،
كما استطاع رصد الزهرة وأطوارها المختلفة التي تشبه أطوار القمر ما جعله يثبت بأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وبأن جميع الكواكب ومن ضمنها الأرض تدور حول الشمس،
لأن أطوار الزهرة لا يمكن أن تظهر بذلك الشكل إلا إذا كانت الزهرة تدور حول الشمس.
بعد ذلك
توالت الاكتشافات الفلكية بفضل التلسكوب و التطويرات الكثيرة التي أحدثت عليه فبدايةً تم رصد سطح القمر وقراءة تضاريسه من جبال وهضابٍ وبحارٍ ثبت فيما بعد أنها ليست بحاراً ولكنها لا تزال تحتفظ بمسمياتها مثل بحر ماريا حتى الآن.
تلى ذلك اكتشاف البقع الشمسية، ثم رصد المجرات التي بدت كبقع ضوئية صغيرة تبين فيما بعد بأنها مجرات.
ومع كل تطورٍ للتلسكوب أمكننا رصد واكتشاف المزيد من مكونات هذا الكون الفسيح.
"إقرأ المزيد" ... لتعرف أكثر عن التلسكوب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك