مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/19/2021 04:41:00 م

 ظواهر تستحق الفكير
- الجزء الأول -

ظواهر تستحق الفكير

 ظواهر تستحق الفكير



نصادف في حياتنا اليومية الكثير من المشاهدات و الظواهر التي تسترعي انتباهنا وقد تتطلب منا وقفةً صغيرةً للتأكد من صحتها ومعرفة تفاصيلها.

ولعلّ من المفاهيم الأساسية التي تستوقفنا هي حقيقة المادة ومكوناتها....

 فكيف نعرف عنها إذا كنا لا نستطيع رؤيتها؟

وكذلك قد نتسائل كيف نعرف درجة الحرارة على الشمس أو في قلبها ؟

أوكيف نعرف عمر الكون وموجوداته؟

 وكيف نعرف مكونات جرمٍ ما يبعد عنا آلاف السنوات الضوئية؟

وكيف يمكن تفسير امتلاك بعض البشر لقدرات جسدية أو عقلية هائلة؟


كثيرةٌ هي الأسئلة التي قد تراودنا والتي لا يمكن معرفة حقيقتها بالقياس المباشر ولكن معضم القياسات الفيزيائية الحديثة تتم بشكلٍ غير مباشر.

بدايةً : كيف نعرف مم تتكون المادة وكيف تطور فهمنا لذلك؟

  • بدأ التساؤل حول مكونات المادة وأصغر أجزائها منذ القدم

 فقد وضع الإنسان عدة تصوراتٍ وأفكارٍ لحقيقة المادة ومكوناتها منذ أن بدأ يعي ما حوله

 ولعلّ العالم اليوناني ديموقريطس هو أول من قال بأن المادة تتكون من ذرات وقد استدل إلى ذلك بالمنطق,

 فقد قدّم تصوّراً يقول فيه بأنه عند تقسيم أي جسم إلى جزأين ثم تقسيم أحد جزأيه إلى جزأين وهكذا فإنه من المنطقي أن نصل إلى جزءٍ صغيرٍ جداً لا يمكن تقسيمه وقد أطلق على هذا الجزء اسم آتومس ( ذرة ) ( أي الجزء الذي لا يتجزأ ), ولكنه تصور الذرة ككرة مصمتة تشبه كرة البلياردو.

  • بعد ذلك بعقود طويلة

 قدم العلم تصوراً جديداً للذرات عندما اكتشف بأن لكل ذرة نواة موجبة الشحنة وتدور حولها إلكترونات سالبة الشحنة.وبأن النواة تتألف من بروتونات ونيوترونات وهذه بدورها تتكون من جسيمات أصغر تسمى كواركات.

  • أما اليوم 

فأصبح تصورنا للذرات مختلف فهي ليست مجرد جسيمات مشحونة تدور حول النواة بل هي أشبه بالسحب ذات الطبيعة الموجية التي لا يمكن التنبؤ بمكانها وسرعتها في نفس الوقت.

ورغم أن أحداً لم يتمكن من رؤية كل ذلك إلا أن حقيقتها يمكن اثباتها بطرقٍ غير مباشرةٍ بل أصبح ممكناً دراسة الجسيمات الدقيقة ومعرفة خصائصها وسلوكها وبناء التطبيقات عليها دون الحاجة لرؤيتها أو لمسها.وكل معرفتنا عن الذرات ومكوناتها بنيت بطرق غير مباشرة.

سؤالٌ آخر قد يشغل بالنا ويقول : ما هي النار؟

النار ليست مادة ولكنها عبارة عن ضوءٍ وإشعاعٍ وحرارةٍ 

تنتج عن احتراق شيءٍ ما, أي أنها شكلٌ من أشكال الطاقة, 

والاحتراق هو

 تفاعل المادة القابلة للإحتراق مع غاز الأكسجين والإحتراق في الحقيقة هو تفكك لجزيئات المادة ينتج عنه مواد جديدة هي غالباً الفحم وبخار الماء وغاز ثنائي أكسيد الكربون, 

بالإضافة إلى الحرارة و الضوء ,

ولو دققنا قليلاً في شكل النار لرأيناها بعيدة قليلاً عن الجسم المحترق فهي لا تنتج عنه مباشرةً بل عن التفاعلات بين الغازات المنطلقة

وبما أن الإحتراق يولّد حرارةً فهذه الحرارة ستسبب تفكك المزيد من المادة المحترقة وهكذا, 

ومن هنا جاء القول الشائع بأن النار تأكل نفسها, فعملية الإحتراق لا يمكن إيقافها حتى تنهي كل المادة القابلة للإحتراق, 

أما عملية إطفاء الحريق

 فتتم بقطع الأكسجين عن المادة المحترقة وبالتالي وقف التفاعل الذي يؤدي إلى الإحتراق وأفضل مادة يمكن استخدامها لذلك هي غاز ثنائي أكسيد الكربون.

أما ما يحدث على سطح الشمس فهو مختلف تماماً فلا يوجد على الشمس أكسجين ...وبالتالي فلا يمكن أن يحدث أي إحتراق, ولكن الحرارة الهائلة وكل الطاقة الناتجة عن الشمس تتولد حقيقة في قلب الشمس بسبب تفاعلات الإندماج النووي التي تحدث بين ذرتي هليوم لإنتاج ذرة هيروجين مع تحوّل جزء من ذرتي الهيليوم إلى طاقة تظهر على شكل حرارةٍ وإشعاعٍ, 

وقد تستغرق عملية وصول الطاقة من قلب الشمس إلى سطحها مئات السنين,

هل أثرت فضولك ؟؟؟ شاركنا بالتعليقات و" إقرأ المزيد".... لمزيد من المتعة 


🔭بقلم سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.