مفاهيم علمية أساسية
رغم التطورات الكثيرة التي بلغها العلم ورغم انتشار المعارف والعلوم حتى بين عامة الناس
ورغم جميع وسائل التقانة المتوافرة إلّا أن الكثير من الناس لازالو يخلطون بين بعض المفاهيم الأساسية ولا يستطيعون التفرقة بينها .
فما هي هذه المفاهيم المثيرة للجدل والتي يصعب التمييز بينها لغير المختصين ؟
هناك خمسة مفاهيم علمية أساسية يجب أن نميزها عن بعضها البعض
- الحقيقة العلمية
- الفرضية
- القوانين العلمية
- النموذج العلمي
- و النظرية العلمية .
أولاً ) الحقيقة العلمية :
هذا المفهوم هو الأكثر وضوحا ً و الأقل التباساً لأنها تشرح نفسها فهي تدل على كل ما تم التأكد من صحته ولا يقبل الشك ولا يحتمل التأويل فمثلاً كروية الأرض حقيقة علمية لا يختلف عليها عالمان .
ثانياً ) الفرضية :
هي محاولة لتفسير ظاهرة ما بناءً على المشاهدات , فمثلاً عندما شاهد الانسان البرق حاول فهمه وتفسير سبب حدوثه فوضع الكثير من الفرضيات معظمها اتضح خطؤه
وبقيت الفرضية الصحيحة التي تقول بأن البرق ينتج عن تفريغ الشحنات الكهربائية بين سحابتين فأصبحت الفرضية حقيقة علمية .
ثالثاً ) القانون العلمي :
هو علاقة رياضية تصف العلاقة بين متغيرين أو أكثر ويجب أن يخضع القانون للتجربة والقياس حتى يتم التأكد من صحته وتحديد الحالات التي ينطبق فيها هذا القانون . فمثلاً قوانين نيوتن التي تعتبر أساس علم الميكانيك تعتبر غيرصالحة للاستخدام عندما يتحرك الجسم بسرعة قريبة من سرعة الضوء وعندها يجب الانتقال إلى القوانين التي قدمها أينشتاين في نظرية النسبية .
رابعاً : النموذج العلمي :
هو دراسة مبسطة لظاهرة معقدة لا يمكن حصر جميع أبعاده واحتمالاتها فيتم بناء تصور ما (هيكل) مبسط للظاهرة الأساسية وهذا الهيكل يسمى نموذجاً
ويبقى النموذج قابلاً للتعديل والتطوير حتى يشمل جميع أبعاد القضية المدروسة وعندها يصبح ممكناً وضع الفرضيات واستنتاج القوانين وصولاً إلى بناء نظرية تتحول فيما بعد إلى حقيقة علمية .
خامساً ) النظرية العلمية :
هي كيان متكامل ينطلق من المشاهدات ووضع الفرضيات وبناء النماذج واستنتاج القوانين للوصول إلى حقيقة علمية غير قابلة للشك .
فالنظرية ليست وجهة نظر قابلة للتغيير بل هي قريبة جداً من كونها حقيقة لا تقبل الشك .
ولتوضيح ما ذكرناه سابقاً نأخذ مثالاً بسيطاً :
فمنذ القدم افترض العلماء بأن المادة تتكون من أجزاء صغيرة جداً لا يمكن تقسيمها واسموها الذرات
فهذه فرضية ثم جاء العلم ليثبت أن هذا الإفتراض صحيح عن طريق التجربة والرصد فأصبحت الفرضية حقيقة علمية ولكن معرفة حقيقة الذرة ومكوناتها كانت لغزاً حتى جاء العالم بور
ووضع تصوراً يشرح أن الذرة تتكون من نواة تدور حولها الإلكترونات فوضع نموذجاً علمياً يوضح ما تصوره عن الذرة
وبناءً على هذا النموذج قام العلماء بدراسة الذرات لوضع قوانين تشرح اآلية عملها وتصف سلوكها وعدلوا كثيراً على نموذج بور و أضافوا إليه حتى اكتملت صورة الذرة والقوانين الناظمة لعملها فظهرت نظرية علمية متكاملة تشرح حقيقة الذرات .
هل كانت مقالتي مفيدة لك .؟؟؟ اكتب لنا بالعليقات ...
وشارك مقالي لتعم الفائدة ..
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك