هل يمكن أن يكون للفوضى نظرية علمية
سمعنا كثيراً عن الفوضى الخلاقة التي دعت إليها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لإعادة هيكلة العالم ككل والشرق الأوسط بشكل خاص
فمن أين جاءت بهذه الفكرة ؟
و هل لها قواعد علمية تستند إليها ؟
في الحقيقة إن الفوضى لا تعني عدم وجود قواعد ناظمة ولا تعني العبثية والسير على غيرهدى بل هي قائمة على أسس علمية محددة وفكرتها الأساية تقوم على أن حادثة صغيرة تحدث في مكان ما من العالم قد تكون لها انعكاسات كبيرة في مكان آخر بعيد عنها ,
وهذا ما يعرف بتأثير الفراشة
, فالفراشة التي ترفرف في البرازيل مثلاً قد تسبب اعصاراً في أوروبا .
وهذا المثال غير دقيق وقد يبدو غير منطقي ولكن
الفكرة من ورائه هي التالي :
عند القيام بعمل ما أو تجربة ما لمحاولة تفسير ظاهرة ما فإن هذه التجربة تخضع لشروط معينة وفي هذه الشروط نحصل على نتيجة معينة .
ولكن إذا أجرينا تغييراً ضئيلاً على أحد شروط التجربة فقد يؤدي ذلك إلى تغيرات كبيرة في نتائج التجربة .
لا ينطلق هذا الكلام على كل التجارب وكل الظواهر وخاصة الظواهر التي تتغير فيها محدداتها وفق علاقات خطية ,
فمثلاً نعرف من قانون نيوتن الثاني أن محصلة القوى المؤثرة على جسم متحرك تساوي حاصل ضرب كتلته بتسارعه ( ق = ك * تع)
وهذه العلاقة تعتبر خطية لأن القوة تتناسب طرداً مع الكتلة والتسارع فإذا ضاعفنا الكتلة مرة واحدة فإن القوة ستتضاعف مرة واحدة .
ولكن ماذا لو كانت العلاقة غير خطية ؟؟؟
علاقة أسية مثلاً مثل العلاقة المعبرة عن قانون الطاقة الحركية التي تنص على أن الطاقة الحركية لجسم متحرك تتناسب مع مربع سرعته ( طح = ½ ك * سر2 ) فعند مضاعفة السرعة مرة واحدة تتضاعف الطاقة الحركية مرتين وإذا ضاعفنا السرعة مرتين تتضاعف الطاقة الحركية أربع مرات .
ظهرت نظرية الفوضى لأول مرة عام 1961
مع العالم إدوارد لورنس الذي كان يدرس الطقس والتنبؤات الجوية باستخدام الحاسوب وبناءاَ على حساباته توقع حالة معينة للطقس
ولكنه عندما أعاد حساباته مع قيم تقريبة لشروط البدء حصل على نتائج مختلفة تماماً .
أي أن ما غيره هو اختلاف ضئيل جداً في القيم أدت إلى اختلاف الكبير في النتائج ,
و الجدير بالذكر أن نظرية الفوضى لها تطبيقات كثيرة
فمثلاً يتم استخدامها عند دراسة الموائع و خاصة الغازات لتحديد إمكانية التنبؤ بسلوكها ما يؤثر على تصميم الطائرات والمركبات الفضائية .
وكذلك تستخدم نظرية الفوضى كثيراً في الاقتصاد الحديث لدراسة التغيرات المحتملة في سوق الشراء عند تغيير سعر مبيع منتج ما بمقدار ما .
ولها تطبيقات أخرى كثيرة .
وخلاصة القول : التغييرات البسيطة في مقدار ما قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في مقدار آخر .
هل كنت تعرف عن نظرية الفوضى ...؟ شاركنا رأيك بالتعليقات ...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك