قصص الخيال العلمي ومدى واقعيتها
قصص الخيال العلمي ومدى واقعيتها |
كثيرة هي قصص الخيال العلمي ولقد ظهرت منذ نعومة أظفار البشرية فهي دليل على تطوره الفكري وسعة خياله ورغبته في تحسين واقعه، أو محاولاته لفهم الألغاز التي تلف عالمه.
ولقد تم اكتشاف الكثير من الرسومات القديمة التي تعتبر أساطيراً وخرافات ولكن يمكن أيضاً اعتبارها كقصص خيالٍ علمي مثل القصص التي تركها السومريون حول جنس فضائي وصل إلى الأرض قبل زمنٍ طويل وجلب معه البشر كعبيد ثم تركهم على الأرض وعاد إلى كوكبه لأنه لم يعد يحتاجهم.
كذلك يمكن اعتبار الخيال العلمي نوع من التمرد على الواقع والتطلع إلى ما هو أفضل:
حتى ولو كان خيالياً ولكن الجميل في قصص الخيال العلمي أن الكثير منها قد أصبح حقيقة ولو أن التفاصيل اختلفت كثيراً لكن جوهر القصة الخيالية نجده في كثير من الانجازات العلمية الحديثة فمثلاً قبل مئات السنين ظهرت رواية تشرح استخدام وسيلة ما تنقل الانسان إلى القمر كما تشرح الصعوبات المحتملة ومخاطر الطريق وما الذي قد نجده هناك واليوم تحقق ذلك ولكن الوسيلة مختلفة تماماً ففي الرواية كانت الوسيلة قذيفة مدفع عملاق ولكنها اليوم مركبة فضائية, وكذلك اختلفت معضم التفاصيل ولكن الفكرة الأساسية تحققت ووصل الانسان إلى القمر.
بعض روايات الخيال العلمي تستند إلى واقع ما
مع افتراض أنه تطور كثيراً بعد زمن طويل فمثلاً نشاهد اليوم الكثير من أفلام السينما التي تشرح كيف أصبحت الآلات أكثر ذكاءً من البشر حتى راحت تحاول السيطرة عليهم أو حتى بدأت تبيدهم أو تستعبدهم أو دخلت معهم في معارك وسباقات لفرض السيطرة, وأفلام أخرى تتحدث عن غزوٍ فضائي للأرض,أو عن أسلحة خيالية متطورة ذات قدرات غير مفهومة وغيرها الكثير من الروايات التي تفترض واقعاً ما بعد زمنٍ ما فتبني عليه قصة مليئة بالأحداث والتفاصيل المبهرة.
كذلك نجد في روايات الخيال العلمي جوانب أخرى عديدة فبعضها يتناول قضايا إنسانية مثل:
هل يحق لنا غزو كواكب أخرى مأهولة بكائنات أقل تطوراً منا؟ أو هل يحق لنا نقل عقولنا إلى أجسادٍ أخرى؟ أو صنع نسخٍ عن أنفسنا لاستعمالها كقطع تبديل عندما يتعطل فينا عضو ما؟ وبعضها يتناول قضايا دينية حول اكتشاف حقيقة الخالق، أو اكتشافات مختلفة تخص قضية دينية ما، او تنطلق من اعتقادٍ ديني محدد فتنسج حوله وتبني عليه حتى تبلغ أبعاد بعيدة كل البعد عن أصل الفكرة وبعضها نجد فيه مزيجاً من مختلف جوانب الحياة حتى تشعرنا بأنها واقعية ولكن في زمن آخر .
السؤال هنا:
هل روايات و أفلام الخيال العلمي مرغوبة لدى غالبية الناس؟ و لماذا؟
لعل من أهم ما يميز قصص الخيال العلمي انها تثير خيالنا وتحفز عقولنا نحو البحث والتوقع والتحليل وانتظار أن يصبح الخيال حقيقة فمثلاً ظهر في أواخر ستينيات القرن الماضي فيلم يدعى 2001 تحدث عن أجناس فضائية متطورة ولكننا نعجز عن ادراكها والتواصل معها رغم أنها تؤثر فينا وترصد تحركاتنا ورغم أن جوهر القصة مازال خيالياً إلا أن الكثير من التقنيات التي تخيلها الفيلم أصبحت حقيقية .
🖋️ بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك