هل التطور حقيقة أم خدعة؟
هل التطور حقيقة أم خدعة؟ |
هل التطور حقيقة أم مجرد خدعة ؟ وإذا كان حقيقةً فما هي أدلتها؟
فكرة التطور قديمة جداً ولم تولد على يدي العالم داروين كما يعتقد الكثيرون فهناك من تحدث عنها منذ ألفي سنة أو أكثر فقد تحدث عنها أرسطو وأفلاطون والكثير من الفلاسفة الإغريق وحتى في الحضارة الإسلامية نجد الكثير ممن تحدث عنها ولكن بشكل مختلف عن النظرية التي نعرفها اليوم, وحتى دارون نفسه ففكرته تختلف كثيراً عما نعرفه اليوم .
فكرة التطور عبر التاريخ:
تحدث الجاحظ في كتاب الحيوان عن ملاحظاته حول الشبه الكبير بين أنواع مختلفة من الطيور وخاصةً من حيث الشكل والسلوك و ذكر أيضاً فكرة التأقلم مع البيئة المحيطة وكيف أن الكائنات التي لا تتأقلم مع تغيرات البيئة تموت وتندثر.
ثم ظهرت أفكاراً جديدة عند إخوان الصفا فتحدثوا عن تدرج الخلق وإمكانية الانتقال من نوعٍ إلى آخر بل حتى النباتات يمكن أن تتطور إلى حيوانات.
عند فلاسفة آخرين مثل ابن خلدون نجد التشابه الاجتماعي الكبير بين البشر و القرود.
أي أنَّ الحديث عن تطور الكائنات قبل دارون كان كثيراً وكان نابعاً من الملاحظة فقط.
أما داروين فقد قال شيئين مهمين:
- الأول أن الكائنات التي لا تتأقلم مع بيئتها سوف تندثر. وهذا الكلام ليس جديداً.
- الشيء الثاني أن الأجناس تلد أعداداً كبيرة وقد يحدث تغيرٌ ما لبعضهم بظهور صفاتٍ جديدةٍ لأسباب مجهولة ومع الوقت ومع تراكم هذه التغيرات قد تظهر أجناسٌ جديدة,.والبئية المحيطة هي وحدها التي تختار الجنس الأنسب ليبقى ويزدهر وتندثر باقي الأجنس.وهذا مايعرف بالانتقاء الطبيعي أو البقاء للأنسب.
نظرية التطور في الوقت الحالي:
اليوم تطورت نظرية التطور كثيراً فقد تم تحديد التغيرات المحتملة بأنها بسبب طفرات في الجينات وهناك تأكيد على فكرة الانتقاء الطبيعي وأنَّ البقاء للأنسب ومع تراكم التغيرات والانتقاءات الطبيعية تظهر أنواع جديدة.
ولكن ما هي الأدلة التي تتسلح بها هذه النظرية حتى أصبحت محط ترحيبٍ من معظم العلماء و الناس؟
- التشابه الكبير بين الهياكل العظمية لأنواع مختلفة من الحيوانات فهيكل الانسان مثلاً لا يختلف كثيراً عن هيكل الفيل أو الحوت.
- المستحاثات و الأحافير و الهياكل العظمية الكثيرة التي تعود لحقب زمنية قديمة جداً تدل على تطور الأحياء.
- الحلقات التي كانت مفقودة بين الأنواع أصبحت معلومة فقد تم العثور على هيكل عظمي لحيوان برمائي يجمع صفات الأسماك و الزواحف وهو مرحلة انتقالية بينهما, وكذلك وجدت أشكال كثيرة لجماجم تشبه جمجمة الإنسان كثيراً ولكنها أصغر حجماً منها وأكبر حجماً من جماجم جميع القرود المعروفة, وكذلك تم اكتشاف عدة هياكل لحيوانات انتقالية بين الزواحف والطيور.
- الدليل الأقوى على صحة نظرية التطور يقدمه علم الوراثة فعند النظر إلى جينات أنواع مختلفة من الحيوانات نجد تطابقاً كبيراً بينها.
تجدر الإشارة هنا إلى أن تطور الانسان من القرود خطأ شائع فنظرية التطور لا تقول ذلك بل تقول بأن الرئيسيات مثل البشر و القرود بأنواعها و الغوريلات كلها تنحدر من أصلٍ واحد.
🔬 بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك