السيارات الذكية، كيف و إلى أين؟
لقد أصبحت السيارات التي تسير بدون سائق واقعاً حقيقياً بعد أن بدأ ظهورها في أفلام الخيال العلمي منذ عدة عقود،
وهي كالكثير غيرها مما كان مجرد خيالٍ علميٍ ثم تحوّل إلى حقيقةٍ نعيشها ونستعملها، ولعلها ستصبح السيارات الأكثر شيوعاً واستخداماً بعد سنواتٍ قليلة.
ربما كان من الأنسب تسمية هذه السيارات بالسيارات الذكية بدلاً من اسم سيارات بدون سائق فعملياً هناك من يقود هذه السيارات ولكنه ليس بشرياً بل هو مجموعةٌ من التجهيزات و المعلومات و البرامج المتكاملة والمنسجمة مع بعضها البعض المخزنة في حاسب.
تعتمد فكرة السيارات الذكية على ....
حاسبٍ سريعٍ ودقيقٍ ومتطورٍ جداً يعالج مجموعةً كبيرةً من المعلومات المخزنة في ذاكرته و الملتقطة من السيارة وما حولها بالاعتماد على مجموعةٍ من البرامج المعقدة و القابلة للتطوير.
ما هي المعلومات التي يحتاجها حاسوب السيارة الذكية؟
- أولاً
لا بد من تخزين كميات كبيرة من المعلومات في ذاكرة الحاسوب
مثل مجموعة الخرائط للأماكن التي ستعمل ضمنها هذه السيارة ويجب أن تكون تلك الخرائط دقيقة جداً مع قياسات صحيحة ودقيقة لجميع المسافات والاتجاهات
ولكن تلك الخرائط قد تتعرض للتغيير في أي وقت، ولذلك تم عملياً استبدال تلك الخرائط بنظام تحديد المواقع GPS
وتطبيق الخرائط المعتمد على الأقمار الصناعية
وبذلك تستطيع السيارة تحديد موقعها واتجاه حركتها في كل لحظة.
- ثانياً
يجب أن تزوَّد السيارة بجميع قوانين وأنظمة السير المعمول بها في مكان عملها،
بالإضافة إلى كل المعلومات اللازمة لمعرفة السرعة المسموحة واتجاهات الطرق وغير ذلك.
- ثالثاً
لا بد أيضاً من تزويد السيارات الذكية بمجموعة كبيرة من المعلومات حول كيفية اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة
بحيث تضمن سلامة الركاب و المارّة وربما تحتاج أنظمةً للترفيه عن الركاب أو معرفة كيفية امتصاص انفعالاتهم أو مخاطبتهم أو كيفية التعامل مع كل ما قد يقومون به في حالاتٍ معينةٍ.
- رابعاً
أما السيارات العامة فقد تحتاج لأنظمةٍ وتجهيزاتٍ مختلفةٍ تتناسب مع طبيعة عملها،
فربما يتوجب عليها إخبار جهاتٍ معينةٍ في حالاتٍ معينة.
ما هي التجهيزات التي يجب تزويد السيارة الذكية بها؟
إضافةً إلى معظم التجهيزات التي تتواجد في السيارات العادية فلا بد من تزويد السيارات الذكية بعدة تجهيزات إضافية مثل:
- التجهيزات اللازمة لاستخدام نظام تحديد المواقع بما يمكّنها من اختيار أفضل الطرق للوصول إلى وجهتها بأقل وقت وبأقل المخاطر.
- الكاميرات التي يجب توزيعها بحيث ترصد كل ما يحيط بالسيارة أثناء سيرها وتوقفها و التي قد تعمل بالأمواج المرئية أو غير المرئية.
- حساسات خاصة لرصد الأشياء الثابتة والمتحركة التي قد تعترض طريق السيارة أو تحيط بها وقد تعمل هذه الحساسات بالأشعة الكهرطيسية (مثل الرادار) أو بالأمواج فوق الصوتية.
- تجهيزات خاصة لمراقبة كل المتغيرات التي قد تحدث حول السيارة و داخلها وتسجيلها ضمن ما يشبه الصندوق الأسود في الطائرات.
- حاسب سريع ودقيق مزود بالبرامج اللازمة والمعلومات الكافية لمعالجة كل المعلومات الملتقطة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
- الكثير من تجهيزات الحماية والوقاية لضمان سلامة الركاب و المارّة عند وقوع حادث.
" إقرأ المزيد " ...لتعرف أكثر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك