المركّبات الكيميائيّة السعيدة
المواد الكيميائيّة السعيدة |
المواد الكيميائيّة السعيدة :
- الجسم داخلنا يتعامل معنا كما يتعامل الأهل مع أطفالهم فالأهل لكي يجعلوا إبنهم يبتعد عن التصرّفات السيّئة ويستمّر بالتصرّفات الجيّدة الّتي تضمن له البقاء في الحياة يقومون بإغرائه بالهدايا أو الكلمات التحفيزيّة وهذا ما يفعله الجهاز الحوفي مع أجسامنا أو "المشرف" الذي يقوم بإدارة المواد الكيميائيّة المسؤولة عن سعادتنا ويجعلنا نتصرّف بطريقة تحسّن فرص بقائنا فكل موقف نقع به يتم تقييم سريع للذي حدث فإن كان يجعل بقائنا يستمّر بشكل أكبر يقوم بإفراز مواد كيميائيّة تجعلك سعيداً لكي تكرر هذه التصرّفات.
الجهاز الحوفي يسيطر على الخلايا الّتي تفرز المواد المسببّة للسعادة وهذه المواد هي:
1- الدوبامين :
هذه المادة يتم إفرازها عند إشباع حاجة لديك كأن تحقق هدفاً طال إنتظاره أو تنال مكافأةً على عملك أو تأكل شيئا لذيذاً تحبّه وأنت جائع والسبب لإفراز هذه المواد هو:
- أنت عند شعورك بالسعادة مع كل إنجازٍ تحقّقه أو طعام لذيذ تأكله أنت هنا ستبقى تبحث عن هذه الأشياء التي تسبب لك السعادة فأنت إن لم تبحث عن هذه الأشياء فاستمرارك في الحياة معرض للخطر.
2- الأندروفين :
- هذه المواد تفرز عند الخروج خارج نطاق قوتّنا الجسدية وهذه المواد قد لا تسبّب لك السعادة ولكنّها تخفي الألم لكي تساعدنا على الاستمرار وهذه المواد أيضا موجودة عند الحيوانات وتساعدهم على البقاء فالغزال الّذي يهرب من الأسد يستمّر في الركض وحتى إن كان يعرف أن نهايته وشيكة ولكنه يستخدم كل قدراته ويدفع الألم الجسدي الناتج عن الركض بقوة لكي يضمن الإستمرار.
3- الأوكسيتوسين :
- وهذه المواد تفرز عند إحساسك بالثقة في شخص ما وتريد أن تكون بجانبه وهذه المواد تفرز لأن وجودك ضمن مجموعة مهم جداً للبقاء البشري فالإنسان لا يمكن فصله عن بقيّة البشر وكلما كنت داخل مجموعة كلما كانت فرض بقاءك وإستمرارك أكبر وهذه المادة تلعب دوراً هاماً في شتّى مراحل حياتنا فالأم مثلاً عند ولادتها لطفلها تفرز عندها هذه المادة التي تجعلها تشعر بالإرتياح والحب لوجود إبنها بجانبها وأيضا يتم إطلاقه داخل الطفل الذي يتعلّق بها ويشعر بالأمان بوجودها جانبه.
4- السيروتونين :
- هذه المادة تفرز عند شعورك بأنك شخص مهم ولك سيطرة على الناس الأخرى أو أنّك تترقى في حياتك نحو الأعلى والسبب وراء فرز هذه المادة أنّك عندما تكون في موضع سلطة على الآخرين هذا سيجعلهم يسمعون كلامك ويؤيدّونك مما يجعل إستمرار بقائك أكبر وهذا السبب وراء شعورك بالرضا والسعادة عند إمتلاكك سلطة.
الشعور بالسعادة ينتقل كيميائيّاً :
- هذه المواد الكيميائيّة تشكّل حياتنا وتفسّر سلوكنا ويفسّر السبب في وقوعنا في السلوكيّات السلبيّة فهذه المواد مدّة إفرازها قليلة لذلك نبحث عن أفعال لإعادة إطلاقها داخل أجسامنا مما يوقعنا في سلوكيّات سلبية وقد تسبب الإدمان كالمخدرات والوجبات السريعة والتدخين
- من الأمور السلبية التي تحصل مثلا أنت تخطط لهدف كبير ولكنك لا تكمل سعيك بنفس الإصرار والسبب أنك لا تقوم بإنجاز أهداف صغيرة تأخذ عليها مكافئات فهذا يعزز إفراز الدوبامين في طريقك فالمادة التي حفّزتك للسعي وراء الهدف الكبير تكن قد إنتهت فأنت بحاجة لمحفز دائم.
- وأما في أثناء بحثك عن الثقة في الآخرين وعن الحياة الاجتماعية قد تشعر بالتعاسة إن لم تجد أحد يرافقك فأنت تسعى نحو الأوكسيتوسين ولكن أنت تستطيع تحفيزه بطرق أخرى من خلال الثقة التي تمتلكها في داخلك.
- وأما بحثك عن الأهميّة فأنت تبحث عن السيروتونين فأحيانا أنت تقوم بأشياء سيّئة لكي تحصل على الأهمية ولكن أنت يجب أن تشعر بأهميتك بغض النظر عن رؤية الآخرين لك وركّز على الأهمية التي تمتلكها أنت وليس التي لا تمتلكها.
- الجهاز الحوفي قد يتحكم في سلوكنا ولكنه لا يملك التقييم فنحن من نقيّم المواقف المختلفة والتي يتصرّف فيها النظام الحوفي على أساسها وذلك يمكن تجاوزه بالتعليم فعلّم دماغك كيفيّة الحصول على هذه المواد بطرق إيجابيّة.
أتمنّى أن تشعروا بالسعادة دائماً….إن أعجبكم المقال شاركوه مع أصدقائكم
بقلم دنيا عبدلله 📚
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك