الإلمام بالحقيقة
الإلمام بالحقيقة |
من كتاب الإلمام بالحقيقة :
- العالم فيه كميّة كبيرة من |المعلومات| ولكن أنت في ذهنك غالباً ما تقوم بعملية فلترة لكل المعلومات التي تخزنها في ذاكرتك وهذا الفلتر الموجود عند كل البشر تقريباً يحميك من وقوعك ضحيّة الكثير من المعلومات غير المفيدة ويحميك من |التشتّت| ولكن هل هذا الفلتر خالي تماماً من العيوب؟ بالطبع لا
- هذا الفلتر يحوي عدد من الثغرات التي قد تسبب تمرير معلوماتٍ لك قد تكون مغلوطة أو غير صحيحة بشكل كامل .
الثغرات غرائزيّة فهي من غريزة الإنسان ويجب عليك معرفتها لكي لا يتم إستغلالك من خلالها وهذه الغرائز هي:
١- غريزة الإلحاح :
- هذه الغريزة تتحفّز من خلال الآخرين عندما يتم الإلحاح عليك من قبلهم فتجعلك تتصرّف بسرعة وبتفكير أقل ويتم إستغلالها خاصّة في |المبيعات| كعبارة: " إستغل العرض وخذ |المنتج| بحسم ٧٠٪ خلال أسبوع أو ستخسر الفرصة للأبد" هذه الغريزة قد يكون لها فائدة في بعض الأوقات فهي تنقذك إن كنت معرض للخطر فتجعلك تفكر في نجاتك فقط ولكن في أوقات الراحة هي تؤثر عليك سلبيّاً وتسبّب تضليلك فقد تقوم بأفعال متطرّفة مع عدم التفكير في عواقبها وأنت تستطيع أن تنتبه لهذه الغريزة من خلال كلمة الآن، فقد يتم التأثير بك بشكل عاطفي درامي كرؤيتك لشخص حزين ويخبرك بأنّه يحتاج شيئاً ما الآن منك ولكنّه تحتاجه بقوة فخذ وقتك في التفكير وإسترخِ وتذكّر أنّك تحت تأثير غريزة |الإلحاح|.
٢- غريزة الحجم :
- نحن نميل إلى تهويل الأمور وعدم رؤيتها بحجمها الطبيعي فنحن قد نخطأ بتقدير حجم الأمور، هذه الغريزة تستغلّها |وسائل الإعلام| فقد تقوم الصحافة بتهويل أي خبر بقصد الحصول على عدد أكبر من المشاهدين مثلاً خبر"نيزك يصطدم بالأرض قريباً" بالطبع هذا خبر مروّع ولكن عند قراءة هذا المقال ستجد أنّ نسبة حصوله هي ضئيلة جداً قد تكون معدومة، لكي تعرف كيف تتعامل مع هذه الغريزة عليك معرفة مسبباتها، مثلاً عند حدوث أي حادثة حاول التفكير هل هناك حوادث مشابهة؟ ما نسبة حصول هذا الحدث؟ وقد تعمل وسائل الإعلام التي تدعم موقف ما فتعمد على تهويل الأخبار الّتي تدعم موقفها وتخفي الأخبار التي تعارضها.
غريزة الخوف :
- بشكل عام كلّما كانت القصص دراميّة أكثر كلّما أخذت إهتمام النّاس بشكل أكبر، الأحداث الغريبة لها أهميّة إخباريّة أكثر من الأحداث اليوميّة العاديّة، غريزة الخوف تعمل على تشويه الصورة التي تراها من العالم ولكي تستطيع تمييزهذه الغريزة يجب أن لا تميل للتصديق بسرعة وعند رؤية عنوان درامي إنظر إلى الحقائق خلفه وهذا يحدث في الأزمات ففي أزمة |كورونا| والحظر الناس عمدت إلى شراء كميّات كبيرة من المنتجات خوفاً من الجوع أو من عدم على الحصول عليها لاحقاً.
- فلكي تتعلّم التفريق بين المخيف والخطر،
- المخيف يشكّل خطر متصور ولكن الخطر يشكّر خطر حقيقي، مثلاً الطيران شيء مخيف وليس خطر، فإنظر إلى إحتماليّة حدوث هذا الخطر ولا تبالغ في تقدير هذه |الإحتمالات|.
غريزة اللوم :
- هي غريزة إيجاد سبب واضح وصريح خلف كل أمر سيء يحدث لك وهي موجودة في مجمل |الطبيعة البشريّة| وقد يؤدي بنا الأمر إلى وصف أشخاص آخرين بأنهم سيّئين وتجعلنا نبحث عن طرف مذنب وهذا |التفكير| يضعف قدرتنا على حل المشكلات فنلقي اللوم على الآخرين في كل المشكلات التي تحدث معنا لذلك إكتشف هذه الغريزة لأنها قد تحرف تركيزك الّذي يجب أن ينصب لحلّ مشكلاتك وتقبّل أن الأمور السيئة قد تحصل دون وجود نيّة سيّئة وابحث عن الأسباب وليس عن الأشخاص.
غريزة المنظور الفردي :
- غالباً الأشخاص الّذي يملكون خبرة في مجال ما يحبّون أن تكون موجودة في كل أمر وهذا يجعلك تبحث عن طرق |لتوظيف| معرفتك وخبرتك في |الحديث| أو أي مجال خارج عملك وهذه الغريزة يجب أن تميّزها وتعرف حدود خبراتك وتواضع من أجل الأشياء الّتي لا تعلمها .
هل ترى أنّ هناك غرائز أخرى تحرفك عن الإلمام بالصورة الكاملة للواقع ؟
بقلم دنيا عبدلله 📚
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك