 |
عصر الفضاء ..
منذ أن بدأ أصبح المريخ يشكل هاجساً كبيراً لكل العاملين في مجال الفضاء، و أصبح الوصول إلى المريخ حلماً يشغل بال الكثيرين بعد الوصول الناجح إلى القمر، وقد تم حتى الآن إرسال عشرات الرحلات الفضائية إلى المريخ ولكن معظمها كان فاشلاً بكل أسف
فالوصول إلى المريخ ليس بالأمر السهل أبداً،
ولكن لماذا المريخ بالذات يحظى بكل هذا الإهتمام؟
ما الذي يميّزه عن غيره من الكواكب؟
ولماذا الوصول إليه ليس سهلاً كالوصول إلى القمر؟
بدأ الاهتمام بالمريخ يتزايد منذ ستينيات القرن العشرين، فكانت أول محاولة للوصول إليه في عام 1962 عندما اطلق السوفييت مسبار كورابل 4 ولكن و منذ ذلك الوقت كانت معظم المحاولات فاشلة ولكنها علمتنا الكثير حتى استطعنا في العقدين الأخيرين تفادي كل المشاكل و الصعوبات ونجحنا في إرسال الكثير من المركبات غير المأهولة إلى المريخ، و من المتوقع أن يتم إرسال مركبات مأهولة بالبشر في غضون عقدين من الآن.
لماذا المريخ؟
يحظى المريخ بإهتمامنا الكبير لعدة أسبابٍ منها:
1) احتمال وجود حياة على المريخ
حالياً أو في زمنٍ ما هو الإحتمال الأكبر من بين جميع كواكب المجموعة الشمسية لأنه بات مؤكداً وجود الماء السائل على سطح المريخ قبل زمنٍ مضى
وتلك المياه السائلة لا تزال موجودةً تحت سطحه حتى الآن، بالإضافة لوجود الكثير من الجليد على سطحه و وجود بخار الماء في غلافه الجوي،
وكل ذلك يعتبر مؤشراً لوجود حياةٍ ما على المريخ في الماضي البعيد إن لم تكن موجودةً حتى الآن تحت السطح،
ولكن الحياة إن وجدت على المريخ فقد لا تشبه الحياة التي نعرفها على الأرض أبداً.
2) الغلاف الجوي للمريخ يثير إهتمام العلماء
لأنه بات معروفاً بأن الغلاف الجوي للمريخ كان كثيفاً وسميكاً قبل زمنٍ بعيد فصار الآن رقيقاً جداً بحيث يقل الضغط الجوي على المريخ عن الضغط الجوي على الأرض بحوالي 150 مرة
فما الذي حدث على المريخ و أدى إلى ذلك؟
و هل يمكن حدوث ذلك على الأرض؟
3) التغيرات المناخية الغريبة على المريخ:
حيث تتغير درجة الحرارة خلال بضعة شهورٍ فقط من ثمانين درجة مئوية تحت الصفر إلى حوالي عشرة درجات فوق الصفر،
كما تحدث عليه الكثير من العواصف و الرياح الشديدة، أما المجال المغناطيسي للمريخ فهو متقطع ومتغير ويظهر في بعض مناطق المريخ فقط،
كل ذلك يثير الكثير من التساؤلات ويحفّز فضول العلماء لمحاولة فهم ما يجري على المريخ
لأن ذلك قد يكون مفيداً لمستقبلنا على الأرض.
4) بما أن كوكب المريخ هو الأقرب إلى الأرض
فمن الطبيعي أن يكون الوصول إليه و النزول فوق سطحه أسهل من الوصول إلى غيره، خاصةً لكونه كوكباً صخرياً على عكس الزهرة القريبة أيضاً ولكنها كوكبٌ غازياً يمتلك غلافاً جوياً كثيفاً وغامضاً.
إقرأ المزيد ...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك