في عام 1961 وصل أول إنسان إلى الفضاء الخارجي ...
كان هو رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين، وبعده تتالت الرحلات إلى |الفضاء| و إلى |القمر| حتى بلغ عدد الرواد الذين غادروا كوكب| الأرض| المئات،
ولكن ماذا نعرف عن الخلفيات الدينيّة و الروحيّة لهولاء الرواد؟
و كيف أثّرت فيهم رحلاتهم إلى خارج الأرض؟
هل كانوا مؤمنين فزادتهم إيماناً؟
أم أنها أثرت عليهم بطرق أخرى؟
بالطبع لا يمكننا التعميم، فالتجربة الروحية هي مسألة شخصية وكل شخصٍ يتفاعل بطريقةٍ مختلفة مع نفس الحدث، ولكن يمكن إجراء دراسة إحصائية للحصول على نتائج تقريبية تعكس تأثير الرحلات الفضائية على الجوانب الروحيّة لرواد الفضاء.
تجارب رواد الفضاء المسيحيين:
لا نعرف الكثير عن الرائد السوفيتي يوري غاغارين من حيث إنتمائه الديني و كيف أثّرت عليه تجربته في السفر إلى الفضاء رغم أنه على الأرجح كان لادينياً،
ولكن أول رائد فضاءٍ أمريكي ويدعى "جون غلان" ذهب إلى الفضاء عدّة مرات و دار حول الأرض وهو يقول بأنه كان مؤمناً قبل ذهابه إلى الفضاء ولكن النظر إلى عظمة الخلق من الفضاء يجعل من المستحيل عدم الإيمان بالخالق،
كما يقول بأن تلك التجربة قد زادته إيماناً بوجود |الخالق| و وحدانيته.
إحدى أشهر |الرحلات| الأمريكية إلى الفضاء هي الرحلة أبولو 8 التي دارت حول القمر ثم عادت إلى الأرض وكان وصولها إلى القمر ليلة عيد الميلاد سنة 1968
فقرر الرواد على متنها أن يرسلوا رسالةً لكل الناس على الأرض فقالوا مخاطبين البشرية في بثٍ تلفزينيٍ مباشر:" نحن نقترب من شروق الشمس على القمر ولدينا نحن طاقم أبولو 8 رسالة نود إرسالها لجميع البشر"، ثم قرؤوا بعض الآيات من سفر التكوين ثم قالوا في نهاية رسالتهم:" ومنا نحن طاقم أبولو 8 نختتم بتمني ليلة عيد ميلادٍ سعيدة ونتمنى التوفيق لكم وبارك الله فيكم جميعاً على الأرض الطيبة".
أثارت تلك الرسالة من طاقم أبولو8 عدة ردود أفعالٍ لدى الناس فمنهم من اعتبرها رسالةً ترويجيةً للدين |المسيحي| أو |اليهودي|، بينما قامت جمعية الملحدين الأمريكيين برفع دعوى قضائية على وكالة ناسا بزعم أن ذلك يعتبر ترويجاً للدين وهو ما يتنافى مع فصل الدين عن الدولة ويخالف الدستور الأمريكي ولكن المحكمة رفضت الدعوة لأن ما قاله الرواد يعبّر عن إنتمائهم الديني و ليست| ناسا| مسؤولةً عنه في شيء.
أما في الرحلة أبولو 11 فقد قرر الرائد بوز ألدرين بعد أن نزل مع نيل أرمسترونغ على القمر بساعتين أن يصلّي فدعى الناس جميعاً في بثٍ تلفزيونيٍ مباشر أن يقفوا لحظة صمت ثم قال:" أريد من كل من يسمعني أينما كان ومهما كان أن يتوقف للحظة ويفكّر في أحداث الساعات القليلة الماضية وأن يقدّم الشكر بأية طريقة"،
ثم أخرج صليباً صغيراً وصلّى، أي أنه دعى كل شخص أن يعبر عن تلك اللحظة الرهيبة بطريقته و حسب عقيدته، أما نيل أرمسترونغ الذي لم يكن متديناً فقد اكتفى بالنظر إلى زميله دون أي تعليق.
و لكن في عام 2009 نشر بوز ألدرين كتابه "الخراب الرائع" عن رحلته إلى القمر وقال فيه:" لو استطعت إعادة تلك اللحظة – لحظة |الصلاة |– فلربما لم أقم بنفس التعبير المسيحي، فرغم أن تلك التجربة كانت ذات مغزى عميق بالنسبة لي فإن تعبيري كان مسيحياً ولكن رحلتنا إلى القمر كانت باسم البشرية جمعاء بمن فيها من مسيحيين ويهود و مسلمين وملحدين و لادينيين و ... ، ولكنني في تلك اللحظة لم أعرف كيف أعبّر عن مشاعري إلا بتقديم الشكر لله، و أرجو من الناس أن يبقوا الحدث بأكمله في أذهانهم و أن يروا أبعد من التفاصيل الصغيرة و أكثر من التقنيات".
إقرأ المزيد...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك