- الجزء الثاني -
هل يمكننا السفر عبر الفضاء؟ |
كيف يمكن زيادة سرعة السفر عبر الفضاء؟
الحل الأول:
تصغير حجم المسبار بحيث لا يتجاوز بضعة سنتيمترات لأن حجمه الصغير سيساعده على الإنطلاق بسرعاتٍ هائلة قد تصل إلى 20% من سرعة الضوء
وذلك إذا تمكنا من دفع ذلك المسبار عدة مرات وبدفعات قوية باستخدام تقنية الليزر التي تسمح بإطلاق حزمة ليزرية من الإلكترونات نحو المسبار أثناء رحلته لترفع سرعته.
إذا وصلت سرعة المسبار إلى 20% من سرعة الضوء فسيحتاج إلى عشرين سنة للوصول إلى ذلك الكوكب وهذا وقتٌ مقبولٌ جداً،
و إذا نجح الأمر فسيكون بمقدور ذلك المسبار إلتقاط الصور وتحليل الأشعة المنعكسة عن الكوكب وإجراء الكثير من الدراسات التي قد تعطينا معلوماتٍ لم تخطر على بالنا يوماً.
قد يبدو هذا الكلام خيالياً ولكنه ممكن نظرياً على الأقل ولقد بدأ العمل بالفعل على ذلك المشروع من قبل ملياردير روسي جمع حوله مجموعةً من أفضل العلماء مثل ستيفن هوكينز قبل موته، ولكن ذلك المشروع لم يرَ النور حتى الآن.
الحل الثاني:
هو استخدام ما يسمى بالشراع الشمسي، وهوشبيهٌ جداً بأشرعة السفن القديمة التي تحصل على الدفع من طاقة الرياح ولكن الشراع الشمسي سيستمد طاقته من الرياح الشمسية،
فكما نعلم فإن الشمس تطلق طاقةً كبيرةً على شكل جسيماتٍ صغيرةٍ جداً وخاصةً عندما تكون في ذروة نشاطها،
فعند اصطدام تلك الجسيمات القادمة بسرعة هائلة بالشراع الشمسي فإنها ستعطيه طاقة دفعٍ كبيرةٍ قد تجعل المسبار الصغير ينطلق بسرعةٍ كافيةٍ لبلوغ ذلك الكوكب خلال أربعين أو خمسين سنةٍ فقط وهذه الفترة معقولة جداً،
مع العلم بأن مركبة نيوهورايزن احتاجت إلى أحد عشر عاماً لبلوغ كوكب زحل، ما يعني أن رحلةً فضائيةً تستغرق بضع عشرات السنوات ليست أمراً سيئاً.
وكذلك فقد نجد طرقاً أخرى تسمح لنا بزيادة سرعة المسبار الفضائي،
فمثلاً يمكن تغيير نوع الوقود وآلية عمل المحرك فالوقود المستخدم في المركبات الفضائية حتى الآن هو مزيجٌ من الأكسجين السائل و الهيدروجين السائل اللذان يشتعلان بشدة عند مزجهما ما يعطي طاقة دفعٍ كبيرةٍ للمركبة،
ولكن ماذا لو استخدمنا وقوداً آخر؟
لقد ظهر حديثاً ما يسمى بالمحرك الأيوني، فما هو؟
يعمل المحرك الأيوني على مبدأ تحويل الذرات إلى أيونات تندفع بسرعةٍ بفعل الحقل الكهربائي، وتتحول الذرات إلى أيونات بانتزاع الإلكترونات منها،ٍ
فمثلاً إذا ملأنا خزان وقود المركبة الفضائية بذرات مادة ما ثم قذفنا تلك الذرات بإلكتروناتٍ تحمل طاقةً كافيةً فإن تلك الإلكترونات المقذوفة ستنزع بعض الإلكترونات من الذرات التي تتحول إلى أيونات
(الأيونات هي ذرات موجبة بسبب انتزاع بعض الكتروناتها)
وعندما تندفع تلك الأيونات نحو مخرج المحرك بفعل جهد كهربائي عالٍ جداً فإنها ستندفع نحو الخارج بسرعةٍ كبيرةٍ ما يعطي دفعاً للمركبة بالجهة المعاكسة،
ومع تكرار هذه العملية طوال رحلة المسبار فإن السرعة ستزداد باستمرار حتى تبلغ مقداراً كبيراً.
إقرأ المزيد ...لتعرف أكثر
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك