لماذا الآن؟
في عام 2020 شهدنا إطلاق ثلاث رحلات إلى |المريخ| هي إطلاق |مسبار| أمريكي ومسبار صيني ومسبار الأمل الإماراتي
وكان من المقرر إرسال مسبار روسي أوروبي ولكنه تأجل لوقت لاحق،
فلماذا تزايد الإهتمام كثيراً بالوصول إلى المريخ في السنوات الأخيرة؟
ولماذا زاد عدد الرحلات إليه الآن أكثر من أي وقتٍ مضى؟
نظراً لمداري |الأرض| و المريخ حول |الشمس| فإنهما يقتربان من بعضهما إلى أقرب مسافة كل سنتين و خمسين يوماً تقريباً،
فالأرض تحتاج لسنة كاملة لانجاز دورة واحدة حول الشمس بينما يحتاج المريخ لحوالي سنة وعشرة أشهر لانجاز تلك الدورة، وعندما تكون المسافة بينهما أقصر ما يمكن تكون مهمة إرسال مسبار (مركبة استكشافية غير مأهولة) أسهل و أقل تكلفةً من أي وقتٍ آخر.
ما هي مهمة المسبار الصيني؟
أطلق الصينيون على مسبارهم الموجّه إلى المريخ اسم تيان وان 1
وهو يعني أسئلة |السماء|، وهذا عنوان قصيدة كتبها أحد أكبر شعراء الصين في القرن الثالث قبل الميلاد،
وتعتبر هذه المهمة بالغة الأهمية بالنسبة للصينين لأنها تجربتهم الأولى في إرسال مسبارٍ إلى المريخ كما أنها مؤلفة من مهمتين حيث سينفصل المسبار إلى مسبارين
أحدهما سيتخذ مداراً ويدور حول المريخ بينما سيهبط الآخر على سطح المريخ وستخرج منه عربة جوالة تسير على سطح المريخ و تجري القياسات وتلتقط العينات وتجلبها إلى المسبار الهابط الذي سيرسل المعلومات إلى المسبار المداري الذي سيعيد إرسال تلك المعلومات إلى محطة أرضية،
والهدف الأساسي لكل ذلك هو البحث عن أي أثرٍ للحياة ودراسة بيئة المريخ.
ما هي مهمة المسبار الأمريكي؟
يحمل المسبار الأمريكي اسم مارس 2020
ومهمته هي الهبوط على سطح المريخ و إنشاء محطة هناك تخرج منها عربة جوالة تبحث عن آثار الحياة وتدرس مكونات الغلاف الجوي للمريخ وتطلق طائرة حوّامة صغيرة تستطيع الوصول إلى المناطق التي لا تستطيع العربة الجوالة بلوغها بسبب التضاريس.
مسبار الأمل الاماراتي:
في 14 تموز 2020 وعند الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش انطلق مسبار الأمل الاماراتي من اليابان على متن صاروخٍ ياباني باتجاه المريخ في تجربةٍ هي الأولى من نوعها لجميع العرب و المسلمين
ومن المتوقع وصوله إلى المريخ في تشرين الثاني من عام 2021 وقد أراد المسؤولون الإماراتيون أن يتزامن وصول المسبار إلى المريخ مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة |الإمارات|.
لن يهبط مسبار الأمل على المريخ و لن يرسل أية مركبة لتحط عليه ولكنه سيكون مسباراً مدارياً فقط ومهمته هي دراسة الغلاف الجوي للمريخ
و هو يحمل ثلاثة أجهزة هامة هي:
- كاميرا رقمية عالية الدقة تلتقط صوراً عديدةً تغطي كامل مساحة المريخ.
- مطياف لقياس الطيف في مجال الأشعة تحت الحمراء يركّز على دراسة تغيرات درجة الحرارة على إرتفاعات مختلفة من الغلاف الجوي للمريخ، ودراسة جميع مكوناته الكيميائية.
- مطياف في مجال الأشعة فوق البنفسجية لدراسة الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للمريخ للبحث عن الأوكسجين والهيدروجين تحديداً ومعرفة الأسباب المؤدية إلى رقّة الغلاف الجوي وإلى فقدان كل البحار و المحيطات التي كانت موجودة على سطح المريخ منذ زمنٍ بعيد.
ما الفائدة من الذهاب إلى المريخ؟
بما أن الذهاب إلى المريخ بالغ الصعوبة ومكلفٌ جداً و يحمل الكثير من المخاطر فلماذا هذا التسابق الدولي نحو المريخ؟
يقول المسؤولون الإماراتيون بأن هدفهم الأساسي من دخول تلك التجربة هو إطلاق تحدٍ كبيرٍ ينقل العرب و المسلمين إلى آفاقٍ جديدةٍ لم يبلغوها من قبل،
ما يكسبهم الكثير من الدفع و المعرفة و الحماس لمواكبة علوم |العصر| و تطوراته، وهذا سيغير نظرة الأمة كلها لكل ما حولها لأن الغد يُبنى بالعلم و المعرفة.
إذا أعجبك ما قرأت فشارك المقال مع أصدقائك.
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك