تجارب الروّاد غير المؤمنين:
من رواد الرحلة أبولو 14 التي حطّت على القمر وعادت بسلام الرائد إدغار ميتشل الذي تحدّث عن نشوة الترابط التي أحس بها حيث شعر بأنه يشكّل مع |القمر| و |الشمس| وكل الأجرام و |الأرض| ومن عليها من بشر وحدةً متكاملةً و مترابطة
فقال:" عندما يكون المرء هناك يحدث له شيءٌ ما"
.بمعنى أن تلك |الرحلة| أثارت فيه شيئاً |روحياً| لم يكن مقتنعاً به من قبل ولكنه ليس جديداً عليه لأنه في الأصل ينتمي إلى ديانة ما تترك في أعماقه بعض بصماتها.
اما الرائد جون إيروين وهو أحد أفراد طاقم الرحلة أبولو 15 التي حطت على القمر أيضاً
وهو غير متديّن فقد قال:" عندما كنت في الفضاء أحسست بإلهامٍ روحي"
وعند عودته إلى الأرض قرر أن يؤسس حركة تبشيرية، وبما أنه من أصل بروتستنطي فقد كانت حركته التبشيرية لدينه الأصلي.
رائد الفضاء الشهير شارل ديوك الذي كان على اتصالٍ دائم مع نيل أرمسترونغ أثناء رحلته إلى القمر وعند وصوله إليه و أثناء نزوله وقيادته اليدوية للمركبة وكان فيما بعد من أفراد الرحلة أبولو 16 و نزل ومشى على القمر
ثم أسس عند عودته جمعيةً مسيحيةً تبشيرية كاثوليكيةً حسب انتمائه الديني.
الرائد جين سيرنن من طاقم الرحلة الأخيرة إلى القمر أبولو 17 وهو غير متدين أيضاً و لكنه قال:" عدت مقتنعاً بأنه يجب أن يكون هناك إله لكي نفسّر ذلك الجمال العظيم"
و قال أيضاً:" أحسست بوجود درجة عالية من الغاية، ومن المنطق أن ذلك الجمال لا يمكن ان يحدث بالصدفة، فلا بد أن هناك كائنٌ ما أكبر من الجميع بالمعنى الروحي".
البريطاني تيم بيك الذي ذهب إلى المحطة الدوليّة وعاش فيها لستة أشهر قال عند عودته:" رغم أني لست متديناً ولكن هذا لا يعني أنني لا أنظر باعتبارٍ جاد أنه من الممكن أن يكون هذا الكون قد خُلق بتصميم دقيق، فثمة أشياءٌ عديدة في العلوم تقول ذلك، ورؤية مدى روعة الأرض من الفضاء و رؤية الكون من منظورٍ مختلف تساعد كلها على الوصول إلى هذا الإستنتاج".
ومن كل ما سبق نجد ببساطة أن جميع الرواد غير المتدينين قد دفعتهم تجربتهم إلى إعادة النظر في عقيدتهم ولكن لا أحد منهم غيّر دينه فتلك التجربة أكدت شكوكهم بضرورة وجود الخالق ولكنها لم تعطهم أية دلالة عن صوابية دينهم أو خطئه.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك