ماذا يحدث لو هدأت الشمس ؟
- الجزء الثاني -
ماذا يحدث لو هدأت الشمس ؟ |
طرحنا في "الجزء الأول" سؤالاً ....
هل إنخفاض النشاط المغناطيسي للشمس يعني بالضرورة إنخفاض درجة الحرارة على الأرض؟
بالعودة إلى التاريخ نجد أن نشاط الشمس المغناطيسي قد إنخفض بشكلٍ كبيرٍ ولمدة سبعين سنة تقريباً في القرن السابع عشر كما تكرر ذلك في بداية القرن التاسع عشر ولكن لفترة أقل من ثلاثين سنة وفي كلتا الحالتين
فقد تم تسجيل إنخفاض كبير لدرجة الحرارة على الأرض
ولكن الدراسات المتعمقة بينت بأن إنخفاض النشاط الشمسي الثاني الذي حدث في القرن التاسع عشر كان متزامناً مع نشاطٍ بركاني كبير جداً في الجزر الاندونيسية وهذا النشاط البركاني هو ما سبب إنخفاض الحرارة على الأرض
وهو غير مرتبط بأي شكل من الأشكال مع النشاط الشمسي ما قاد العلماء إلى إستنتاج أن إنخفاض النشاط الشمسي لا يعني بالضرورة إنخفاض الحرارة على الأرض.
إذاً ما هي تأثيرات النشاط الشمسي على الأرض؟
عند زيادة النشاط الشمسي فإنها ستطلق الكثير من الرياح الشمسية التي هي عبارة عن جسيمات دقيقة مشحونة وهي التي تسبب ظاهرة الشفق القطبي
ولكنها تؤثر أيضاً على مختلف أنواع الإتصالات وشبكات التغذية الكهربائية وقد حدثت كوارث حقيقية من هذا النوع في التاريخ الحديث ،
كما تؤثر الرياح الشمسية على الغلاف الجوي للأرض بجعله يتقلص ويتمدد وتتغير كثافته ما قد يسمح بمرور المزيد من الأشعة فوق البنفسجية عبره ووصولها إلى الأرض
والكل يعرف مدى ضرر تلك الأشعة على الكائنات الحية وعلى درجة حرارة الأرض وبذلك يمكن القول بأن تغير النشاط الشمسي له تأثيرٌ ما على كوكب الأرض ولكن ذلك التأثير ليس كبيراً ولا خطيراً بالقدر الذي يتحدث عنه البعض.
بالمقارنة بين تغيرات النشاط الشمسي خلال القرنين الماضيين وتغيرات درجات الحرارة على الأرض نجد بأن تغيرات درجة الحرارة على الأرض تتشابه كثيراً مع تغيرات النشاط الشمسي
ولكن في الخمسين سنة الأخيرة بدأت حرارة الأرض تميل إلى الإرتفاع عموماً مهما كان النشاط الشمسي ويعود ذلك إلى ظاهرة الإحتباس الحراري التي تسببها الإنبعاثات المتزايدة للغازات الدفيئة والتي تنتج بمعظمها عن النشاط البشري
بمعنى أن إنخفاض النشاط الشمسي الذي بدأ منذ سنتين وحتى لو استمر لخمسين سنة أخرى فإنه لن يقلل أبداً من الإرتفاع المتزايد لدرجة حرارة الأرض التي تسببها ظاهرة الإحتباس الحراري
فالخوف الحقيقي هو من ممارسات الإنسان ونشاطاته وليس من إنخفاض النشاط الشمسي.
من المتوقع في السنوات القليلة القادمة
أن يعود النشاط الشمسي إلى الإرتفاع من جديد فلا داعي للقلق حول ذلك،
ولكن متى سيعود الانسان إلى رشده ويتوقف عن ممارساتها المضرة به وبكل ما حوله؟
إذا وجدت في هذا المقال ما أثار اعجابك فعبّر عن ذلك.
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك