- الجزء الأول -
ما هو النشاط الشمسي؟
عند النظر إلى الشمس بواسطة أجهزة خاصة (وليس بالعين المجردة لأن ذلك سيحرق شبكية العين وقد يسبب العمى الدائم)،
فإنه من الممكن رؤية البقع الشمسية التي هي عبارة عن بقع مظلمة تتغير مساحتها ومواقعها بشكلٍ دائم تدل على إنفجارات مغناطيسية تحدث على الشمس
ورغم أن تلك البقع تبدو صغيرة بمقارنتها مع حجم الشمس إلا أن بعضها قد يكفي لابتلاع كوكب الأرض أو حتى كوكب المشتري،
وتؤدي هذه الإنفجارات إلى انبعاثات مختلفة من الطاقة و الحرارة والجسيمات الدقيقة والحقول الكهرطيسية
وهي ما تعبر عن النشاط الشمسي فكلما زادت تلك الإنفجارات والإنبعاثات كلما زاد نشاط الشمس،
وهذا النشاط يبدو عشوائياً غالباً بحيث لا يمكن التنبؤ به،
ولكن لوحظ بأن تغير هذا النشاط هو شبه دوري بحيث يتغير عدد الإنفجارات و عدد البقع الشمسية بحركة شبه دورية تستمر وسطياً لمدة أحد عشر عاماً
وقد تمت معرفة ذلك بعد سنواتٍ طويلة من مراقبة الشمس بمختلف الأجهزة والتقنيات.
ما هو سبب هذا النشاط الشمسي؟
تدور الشمس حول نفسها مرة واحدة كل شهرٍ تقريباً، وهذه السرعة كبيرةٌ جداً إذا عرفنا بأن قطر الشمس هو حوالي 150 ألف كيلو متر،
وبما أن الشمس غازية وليست صلبة متماسكة مثل الأرض فلا يمكن لجميع مناطقها أن تدور معاً بنفس السرعة فالمناطق الموجودة على خط استواء الشمس تنجز دورتها في أقل من خمسةٍ وعشرين يوماً
بينما تحتاج المناطق القريبة من القطبين إلى حوالي خمسةٍ وثلاثين يوماً لانجاز هذه الدورة
وهذا الإختلاف في سرعة مختلف مناطق الشمس يسبب انقطاعاً في الحقل المغناطيسي للشمس ولكن خطوط الحقل المنقطعة هذه سرعان ما تعاود الإتصال مع بعضها مسببةً إنفجاراً مغناطيسياً هائلاً يشبه حادثة القوس الكهربائي التي تحدث لحظة وصل أو فصل القواطع الكهربائية.
يؤدي الإنفجار المغناطيسي في مناطق معينة من الشمس إلى إنبعاث الطاقة والضوء بشكل أقل من المناطق الأخرى
ولهذا تبدو هذه المناطق و كأنها مظلمة بالنسبة لبقية المناطق وتبلغ درجة الحرارة على تلك البقع حوالي 2000 درجة مئوية في حين تصل إلى 5500 درجة مئوية في بقية المناطق.
عند قياس عدد البقع السوداء على الشمس يمكن معرفة مقدار نشاط الشمس.
في عام 2019 تم تسجيل 280 يوم بدون ظهور أي بقعة سوداء على الشمس بمعنى ان الشمس كانت هادئة وبدون أي نشاط مغناطيسي لمدة 77% من السنة وتكررت النسبة نفسها في عام 2020
فما معنى ذلك؟
بالعودة إلى سجلات النشاط الشمسي خلال القرون السابقة نجد بأن النشاط الشمسي يتراوح بين مقدارين متطرفين فهي تبلغ ذروة نشاطها في وقت ما
ثم ينخفظ نشاطها ليبلغ أدنى مستوياته في وقت آخر وتستغرق هذه الدورة قرابة أحد عشر عاماً كما ذكرت،
ولكن ما قد يثير شكوك بعض الناس ومخاوفهم هو أن بقاء النشاط الشمسي في الحضيض أو في الذروة قد يستمر لسنواتٍ طويلة أحياناً فإذا بقيت طويلاً في فترة الحضيض فيخشى الناس من دخول الأرض في عصرٍ جليدي جديد
وإن لم يكن بالحدة وطول المدة التي حدثت في آخر عصرٍ جليدي قبل عشرة آلاف سنة و أدت لإنقراض بعض الحيوانات،
ولكن هل إنخفاض النشاط المغناطيسي للشمس يعني بالضرورة إنخفاض درجة الحرارة على الأرض؟
"إقرأ المزيد" ...
🔭بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك