ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟ - الجزء الأول
ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟ - الجزء الأول |
ماذا سنكتب إلى الأجناس الفضائية العاقلة لو كانت موجودة؟
عندما نحاول أن نكتب رسالةً ما لأي شخصٍ كان فغالباً ما يكون الهدف الحقيقي من تلك الرسالة هو التعبير عن أنفسنا أكثر من كونها رسالةً لغيرنا، وكذلك الأمر عندما نكتب رسالةً لمخلوقاتٍ لا نعرف عن وجودهم أصلاً ولا نعرف إن كانوا سيستلمون تلك الرسالة أو لا، و إن استلموها فهل سيستطيعون قراءتها و فهمها؟ وإن قرؤوها و فهموها فكل سيكترثون لها؟ وكيف سيكون شكل تفاعلهم معها؟
في بعض الدول يوجد برامج تعليمية تطلب من المتعلمين كتابة رسالةٍ للمخلوقات الفضائية، وعندها سينشغل الطالب بما يود أن يكتب و ما يجب أن يخبرهم به وما لا يجب إخبارهم به، وكيف هي الطريقة لإخبارهم بما يريد، وكيف يستطيع أن يأمن جانبهم لو كانوا غير ودودين
في بداية القرن التاسع عشر طرح عالمٌ نمساويٌ فكرة إرسال رسالة إلى الفضائيين المحتملين عن طريق حفر خنادق عملاقة في الصحراء الافريقية الكبرى على شكل حروفٍ أو رموزٍ أو أشكالٍ معينةٍ يتم ملؤها بالوقود وإشعالها لكي تُرى من الفضاء البعيد لكي يعلم الفضائيون بوجودنا، ولكن تلك الفكرة لم تنل أي تأييدٍ لصعوبة تنفيذها و تكاليفها الباهضة وعدم جدواها.
أفكارٌ و تطوراتٌ جديدة:
ستينيات القرن الماضي:
بعد اكتشاف |الأمواج الراديوية| وتطوير وسائل الاتصالات باستخدامها أصبح من الممكن إرسال الكثير من المعلومات إلى |الفضاء| بتكاليف منخفضة، وفي ستينيات القرن العشرين قام فريقٌ من الاتحاد السوفيتي بإرسال أول رسالة إلى كوكب الزهرة باستخدام الرادار تتألف من ثلاث كلمات هي: مير و تعني العالم او السلام باللغة الروسية، اسم فلاديمير لينين الغني عن التعريف، cccp وهي مجموعة حروفٍ ترمز إلى المجلس السوفيتي الأعلى. ومن الواضح بأن هدف هذه الرسالة هو الترويج للاتحاد السوفيتي و ثقافته، ولم تكن رسالةً حقيقيةً تهدف إلى التواصل مع الآخرين بل هي مجرد إعلان بدايةٍ لعصرٍ جديدٍ من العلوم الفضائية عُرف بالعصر الراداري.
في سنة 1972:
قدّم الأمريكيون أفكاراً جديدةً حول إرسال رسائل إلى الفضائيين، فتم ارسال مسبارين إلى الفضاء الخارجي هما بيونير1 و 2 وكانت مهمتهما الوصول إلى المشتري ثم زحل ثم مغادرة المجموعة الشمسية نحو الفضاء البعيد وقد تم رسم بعض الأشكال عليهما تمثل رجلاً و امرأة وصورة الأرض ضمن المجموعة الشمسية ورسومات أخرى بسيطة.
في عام 1974:
قام الأمريكيون ببناء هوائي عملاق قطره 300 متر و ففكروا باستخدامه لارسال رسائل راديوية إلى الفضائيين، فكان السؤال الأهم هو: ماذا نرسل؟
بدايةً قرروا أن تكون الرسالة على شكل إشارات ثنائية (أصفار و واحدات) وأن توضع تلك الإشارة بطريقة ما بحيث يستطيع الفضائيون إن كانوا أذكياء بما يكفي أن يعلموا بوجودنا ويفهموا تلك المعلومات التي تتألف من جملة رموز هي شكل الحمض النووي ونموذج لذرة الكربون و مخطط للتلسكوب وبعض المعلومات الرياضية.
تم إرسال تلك الرسالة نحو مجموعة نجمية تدعىM13 تبعد عنا حوالي 25 ألف سنة ضوئية، أي أن تلك المعلومات ستصل بعد 25 ألف سنة ولكنهم انتبهوا بعد ذلك بأنه بعد 25 ألف سنة ستكون تلك المجموعة النجمية قد تحركت بعيداً عن موقعها الحالي ما يعني بأن الرسالة لن تصلها أبداً.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️ 👽
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك