مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/28/2021 06:42:00 م

 ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟ - الجزء الثاني


ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟ - الجزء الثاني
ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟ - الجزء الثاني

تتمة لم تكلمنا عنه سابقاً جول ماذا ستقول للفضائيين إن وجدوا؟......

قفزة جديدة:

في عام 1977 أطلق الأمريكيون مسبارين جديدين هما فوياجر1 و 2 نحو الكواكب البعيدة من مجموعتنا الشمسية ثم غادرا نحو |الفضاء الخارجي| وقد وضعوا في كلٍ منهما قرصاً مغناطيسياً يشبه قرص |الكومبيوتر| ويحمل الكثير من الصور و الأغاني و الجمل بلغات مختلفة على أمل أن يجدها احدٌ ما ويتمكن من قراءتها وفهمها.

في السنوات الأخيرة دار جدلٌ كثيرٌ حول ضرورة مراسلة الفضائيين إن كانوا موجودين، و الحقيقة أن معظم العلماء يرفضون الفكرة جملةً وتفصيلاً لأن احتمال وصول الفضائيين إلينا ضئيلٌ جداً إن كانوا موجودين أصلاً، ولكن الكارثة ستحل إن حدث ذلك، فإن كانوا موجودين واستطاعوا إيجادنا ووصلوا إلينا فهذا يعني بأنهم أكثر تطوراً منا بكثير، وفي كل مرة عبر التاريخ يلتقي فيها جنسان أحدهما أكثر تطوراً من الآخر ينشأ بينهما صراعٌ يؤدي إلى فناء الجنس الأقل تطوراً أو استعباده، وفي هذه الحالة نحن هو الجنس الأضعف.

رغم التحذيرات الكثيرة التي أطلقها معظم العلماء و المثقفين بقيت فكرة مراسلة الفضائيين قائمة بل تطورت أكثر فظهرت وسائل جديدة لإرسال أشكال مختلفة من الرسائل عبر مختلف أنواع وسائل الاتصالات الحديثة بل أصبح بإمكان أي شخصٍ أن يرسل أية رسالةٍ من بيته إلى الفضاء الخارجي فهناك أقمارٌ صناعية مخصصة لذلك كجزءٍ من عملها.

نحو مستقبلٍ أفضل:

في عام 2019 أُطلق برنامجٌ تعليميٌ موجَّهٌ للأطفال و اليافعين الذين يُطلب منهم تصميم رسالةٍ موجهةٍ للفضائيين عن طريق تشكيل فرقٍ من عشرة أطفالٍ و معلِّم من مختلف الدول على أن تخضع الرسائل لبنية محددة بحيث يوضّح الأطفال ماذا يريدون أن يقولوا للفضائيين، و أن يحددوا كيفية قول ذلك لهم، وما هي الطرق التي يجب اتباعها لحماية انفسنا منهم.

في النهاية يبدو بأن مخاطبة الفضائيين هي ضربٌ من الجنون، ولكن الهدف من كل ذلك هو التعبير عن أنفسنا، وتوضيح ما يجب قوله للآخرين وما يجب إخفاؤه عنهم، وما هي الأشياء التي نمتلكها ونفتخر بها ونرغب باطلاع الآخرين عليها؟ وما هي الأشياء التي لا يجب أن يعرفها أحدٌ عنا؟ ماذا يحدث لو علم الفضائيون عن الحروب و المجازر و الكوارث الكثيرة التي سببناها لبعضنا و لأنفسنا و لعالمنا؟

ربما هذه هي الأسئلة الأهم التي نريد من الأطفال الانتباه إليها و الحذر منها على أمل أن يبنوا لأنفسهم مستقبلاً أفضل مما فعلنا نحن و اسلافنا بحيث لا يقترفون ما فعلناه من أخطاء يندمون عليها و يخجلون بها. 

شاركنا المقال إذا وجدت فيه ما لفت انتباهك.

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️ 👽





 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.