ماهي قصّة غاندي وقطعة الحلوى ؟ ومالحكمة من القصّة ؟
ماهي قصّة غاندي وقطعة الحلوى ؟ ومالحكمة من القصّة ؟ |
ما هي قصّة غاندي وقطعة الحلوى ؟
لهذه القصّة حكمة هامّة في حياتنا .. لنتعرّف عليها ..
- في يوم من الأيّام كان هناك امرأة في الهند منزعجة جداً من إبنها لأنه يأكل قطع الحلوى بشكل مفرط ، حاولت كثيراً أن تمنعه بكافة الوسائل ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، فقرّرت أن تأخد إبنها عند المعلّم العظيم ، وبالفعل فقد قطعت مسافة طويلة هي وولدها من مكان سكنها إلى سكن المعلم ، فدخلت عند المعلّم غاندي و اقتربت منه باحترام وقالت سيّدي .. إن إبني يأكل الحلويات بشكل كبير و حاولت أن أمنعه لكّنه لم يستجب لي ، وهذا الشي مضّر جداً لصّحته ، فأنا أطلب مساعدتك في ذلك ، أطلب منك أن تعطيه نصيحة حتى يتوّقف عن تناول أكل الحلويات بإفراط .
- كل الوقت كان غاندي يسمع إلى المرأة بكل تركيز ويهز رأسه لكلامها، ثمّ إلتفت إلى الطفل ، وقال إذهبوا إلى البيت وإرجعوا إلي بعد أسبوعين، إستغربت الأمّ من تصرّف غاندي، وتساءلت في نفسها لماذا أسبوعين ؟ لماذا لم يعطه أي نصيحة بشكل فوري؟ هل غاندي رأى أن الأمر الذي طرحته سخيف ويتحمل الإنتظار أسبوعين ؟
لكن لقلّة حيلتها لم يكن لديها أيّ خيار إلا إنّها تنتظر أسبوعين
- وحان الوقت الّذي أمر به غاندي ، وبعد الإنتظار أخدت الأم ولدها مرة أُحرى الى غاندي ،وإقتربت الأمّ بإحترام ، وقالت له .. سيدي منذ أسبوعين جئت إليك أنا و ولدي لأنَّ لديه مشكلة بأكل الحلويات المفرط ، لكنك قلت لنا ان نرجع إليك بعد أسبوعين ،هل تتذّكر ؟
- فقال لها غاندي أتذكر ذلك بالتأكيد ، أمسك الولد من أكتافه و نظر إليه مباشرة وقال له: يا بُني يجب أن تتوّقف عن تناول الحلوى بشكل كبير لأنّها تضر صحتك ، هز الولد برأسه، و وعد غاندي أنه سيتوّقف عن تناول الحلويات بشكل مفرط, إستغربت الأم وقالت لغاندي: إضطررتني أن أقطع كل هذه المسافة مرّتين لكي تقول له بكل بساطة " توّقف عن تناول الحلوى " ألم تستطيع أن تقولها له من المرة الأولى . إبتسم غاندي وقال لها : منذ أسبوعين، انا كنت أتناول الحلوى بشكل مفرط، وكان من المستحيل أن أعطي ابنك أيّ نصيحة قبل أن أعرف شعور العيش بدون حلويات ، فقد إمتنعت أسبوعين كاملين عن أكل الحلوى ، حتى أستطيع أن اعطي إبنك هذه النصيحة .
الحكمة من القصّة :
رغم بساطة القصّة إلّا إنّها تحمل حكمة كبيرة،
غاندي كان دائما مثال للقائد الفعلي، كان لا يعطي أي نصيحة إلّا عندما يكون متأكّد منها.
بمعنى آخر :
- كم شخص في حياتنا لا يعرفوا أن يفعلوا أي شي في الحياة إلّا إنّهم يوزعون الكلام النظري على الناس .
- كم رجل رأى زوجته متعبة بعد نهار طويل من ترتيب المنزل ويقول لها كان بإمكانك ترتيب البيت بطريقة أسرع وأسهل ، دون الإحساس بصعوبة الأمر .
- كم شب رأى لاعب كرة قدم قد أضاع فرصة الربح وقال " لو كنت مكانه كنت سجلّت الهدف على الأكيد" وهو لو كان مكانه لما إستطاع اللعب أصلاً.
- كم شخص في حياتك يراك تحاول جهدك لتبني مشروعك ،ولا يقدّم لك أي مساعدة فعليّة ،ولكن يسمعك كلام نظري، هو لا يعرف أن يطبّقه بشكل عملي .
والكلام كثير في هذه الأمثلة :
- ( يجب أن تسدّد الكرة بطريقة مختلفة _ يجب ترتيب المنزل بطريقة أسرع _ يجب أن تُخفف تناول الحلويات ...الخ ) .
- إذا : لا تشتت أفكارك ولا تسمع نظريات .
- إسمع النصيحة فقط من الّذين سبقوك وقاموا بالتجربة فعلاً ونجحوا على أرض الواقع ، لا بالكلام النظري فقط .
- وفي نفس الوقت : أنت أيضاً لا تُعطي أي نصيحة نظريّة غير متأكّد منها ولم تقم بتجريبها حتى لاتشتّت الآخرين.
وإن كانت نيّتك حسنة فكن مثل غاندي ولا تعطي نصيحة قبل أن تطبّقها على نفسك .
بقلمي رهف ناولو ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك