مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/16/2021 11:49:00 ص

هل نمتلك إرادة حرة؟ الجزء الثالث


هل نمتلك إرادة حرة؟ الجزء الثالث
هل نمتلك إرادة حرة؟ الجزء الثالث


 بعد كل ما ذكرناه يظهر أمامنا السؤال التالي:


 من أين قد تأتي الإرادة الحرة المنفصلة عن كل المؤثرات والعمليات الفيزيائية والكيمائية؟

يقول بعض علماء النفس بأن الإرادة الحرة تنبثق عن مجموعة كبيرة من العوامل وخاصة الروابط العصبية في الدماغ فكلما تطورت ادمغتنا وزاد عدد الروابط العصبية فيها وكلما كانت هذه الروابط معقدة أكثر كلما أظهر الناس إرادة حرة أكثر ولذلك نجد تفاوتاً كبيراً في مستوى الإرادة الحرة بين مختلف البشر كما نجد مستويات متدنية من الإرادة الحرة عند الحيوانات ولكن مستوى تلك الإرادة يرتفع كلما ارتفع مستوى تطور الأدمغة عند الحيوانات.

كذلك نجد مستوى الإرادة الحرة يرتبط كثيراً بسلامة الدماغ والأعصاب فقد دلت التجربة على أن الشخص الذي يعاني من مشكلة دماغية ما كورم مثلاً يمكن أن يرتكب جريمةً دون أن يمتلك الرغبة بذلك بمعنى أنه غير مسؤول عن أفعاله التي تأثرت بسبب ذلك الورم.


نتائج وملاحظات:

بعد كل التجارب و الدراسات خلص علماء النفس إلى أن الإرادة الحرة تعتمد على ثلاثة عوامل أساسية:

الأول: 

تعتمد الإرادة الحرة كثيراً على الخيارات المتاحة وهذا بدوره يعتمد كثيراً على قدرة الشخص على رؤية الخيارات المتاحة خاصةً وأن بعضها لا يكون واضحاً ويجب البحث عنه و التدقيق بين السطور لفهم حقيقة الخيارات المتاحة وهذا الفهم يعتمد على مستوى الوعي و الادراك والملاحظة لدى البشر.

الثاني: 

موازنة تلك الخيارات المتاحة و ذلك يحتاج إلى المعرفة والمهارة مع العلم أنه يمكن تحسين القدرة على الموازنة بالتدريب وصقل المهارات و زيادة الخبرات الحياتية والمعرفية.

الثالث: 

عند اتخاذ خيار ما فيجب تنفيذه بمسؤولية كبيرة و الالتزام به و تحمل كل النتائج المترتبة عليه.


أخيراً تجب الإشارة إلى أن كل ما تم ذكره في هذه المقالة مبنيٌ على التجربة و الدراسة العلمية وهي لم تتطرق إلى رأي المعتقدات الدينية التي ترى بأن الانسان مخير ولديه كل الإرادة الحرة في اتخاذ قراراته لأنه مسؤولٌ عن تلك الخيارات و لأن الله عادل فكيف يحاسب الناس على أفعالهم إذا لم تكن صادرة عن ارادتهم الحرة؟

إذا وجدت شيئاً جديداً في هذه المقالة فشاركها مع أصدقائك.  

بقلمي سليمان أبو طافش

  


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.