هل خلق الكون من أجل الإنسان؟ الجزء الثاني
هل خلق الكون من أجل الإنسان؟ الجزء الثاني |
تتمة لما تكلمنا عنه سابقاً حول هل خلق الكون من أجل الإنسان؟.....
فتحٌ جديد:
في الربع الأخير من القرن العشرين اكتشف العلماء الكثير من المعطيات التي تقول بأن هذا الكون مبنيٌ على أسسٍ و قواعد دقيقةٍ جداً ولو تغيرت قيم تلك الأسس لما وجدت الحياة بالشكل الذي نعرفه وربما لم يوجد الكون نفسه بالشكل المعروف حالياً، و هذا ما أطلق اعتقاداً جديداً بين الناس وحتى بين الكثير من العلماء بأن هذا الكون إذا كان لم يُخلق من أجل الانسان فقد تم ضبطه بدقةٍ و عنايةٍ فائقتين من أجل الانسان. وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد ذلك مثل مقدار الجاذبية ومقدار قوة التفاعلات النووية وسرعتها وغيرها الكثير.
وهنا نجد سؤالاً يطرح نفسه بإلحاح هو: هل يمكن أن يوجد كل هذا الكون و أن يُضبط بكل تلك الدقة بالصدفة فقط؟ أم أن هناك من خلقه وضبطه على هذا النحو؟ أم أن هناك احتمالاً آخر لم ننتبه إليه بعد؟
جميع رجال الدين سيفرحون لهذا السؤال لأنهم يعتبرونه دليلاً علمياً قاطعاً على صحة ما يؤمنون به، أما الملحدون فيعتقدون بأن كل تلك المعطيات المضبوطة بدقة لها تفسيرٌ علميٌ ما و إن كنا لا نعرفه اليوم فسنعرفه غداً وإذا كنا لا نعرفها فهذا لا يعني بأنها صادرةٌ من قوةٍ خالقةٍ مجهولةٍ، فقد علمتنا تجاربنا بأن العلم سيكشف كل ما نجهله يوماً ما. وقد ظهرت حديثاً نظرياتٌ غريبةٌ تحاول تفسير هذا الضبط الدقيق منها نظرية الأكوان المتعددة التي تفترض بأن كوننا هذا هو مجرد كونٍ واحدٍ من مليارات الأكوان ولكل كونٍ قواعده ومعطياته و قوانينه وقد تناسب هذا الكون بكل ما فيه مع نشوء و تطور الحياة حتى أفرزت الانسان.
ماذا بعد ؟
بعد كل ذلك الجدل لا زلنا لا نجد الدليل القاطع الذي يُثبت بأن الكون مخلوقٌ من أجل الانسان كما أننا لا نجد الدليل الذي ينفي ذلك، و لكن مما لا شك فيه هو أن الحياة قيّمةٌ جداً و الانسان يتمتع بمكانةٍ ساميةٍ جداً بين جميع المخلوقات التي نعرفها، فحتى لو كان الانسان ليس المخلوق الوحيد الذي يتمتع بالذكاء و المعرفة في هذا الكون فلا شك أبداً بأنه الوحيد المميز بين جميع المخلوقات التي نعرفها، و إن وجد كائنٌ ما يفوقنا ذكاءً وعلماً و تطوراً في هذا الكون فلا شك بأنه بعيدٌ جداً عنا وقد لا نلتقي به أبداً فلماذا نشغل بالنا به؟ أليس من الأولى و الأفضل لنا أن نعمل للارتقاء بعالمنا و الحفاظ عليه و تطويره بما يخدم مستقبلنا و مستقبل أبنائنا؟
نرجو مشاركة المقال مع الآخرين لتعم الفائدة.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك