الكذب في المرض و اختراعه .. حالة نفسية مرضية قاسية ( ثقافة و مجتمع ) |
في بعض الأحيان نستخدم حيل معينة للوصول إلى غايتنا ، فمثلاً ،
قد نتمارض أمام الآخرين للتغيب عن العمل و أخذ قسط من الراحة ، أو مفاجأة شخص عزيز علينا بيوم ميلاده أو يوم مميز بالنسبة له ، و علينا الابتعاد عنه لفترة قصيرة ، كي تحدث المفاجأة وقعها الخاص على مشاعره .
ولكن المشكلة هي تحوّل هذا الأمر إلى |مرض نفسي| ، يُطلق عليه |متلازمة مانشهاوزن| .
ما هي متلازمة مانشهاوزن؟
و هي قيام بعض الأشخاص بالكذب على من حولهم ، و ذلك عن طريق تزييف مرضهم ، سواء أكان هذا المرض نفسي أم جسدي .
و لو سألنا أحدهم " لماذا فعلت هذا ؟ "
فلن نجد إجابة محددة و مقنعة ، فهي حالة نفسية الشخص بذاته لا يفهمها ، و يعود ذلك لأسباب عدّة ، و أهمها ..
التعاطف ..
فلو كان الشخص يحصل على الدعم المناسب ، و الثناء و الإطراء المطلوب ، و الاهتمام ، لما اخترع كذبة المرض .
فهو بحاجة لحنان الآخرين ، و الشعور بقربهم .
و الاحتمال الثاني هو الخوف مما هو مترتب على الشخص:
فعندما تتراكم مسؤوليات العمل أو الدراسة ، و لا يجد مهرباً للخروج ، ستكون هذه أنسب طريقة بالنسبة له .
و قد يستخدم أسلوب الاكتئاب المقصود:
أو ما يعرف الإكتئاب المصطنع ، و في الحقيقة هذا نوع من الاضطراب العقلي ، بحيث يتخيل الشخص حوادث عدّة تحصل معه ، و بالتالي سيكون من السهل عليه نقل هذه الصور للآخرين بطريقة مبالغة بها ، و في نفس الوقت مقنعة .
و هنا علينا فهم هذا الأمر بطريقة عقلانية ، فالأشخاص الذين يفتعلون هذا الإكتئاب هناك خلفية مؤلمة خلفه دفعتهم للجوء إلى |الكذب| و التصنع ...
لذلك علينا مراعاة هذا المريض فلو واجهناه بكذبه سيشعر بضيق نفسي أكبر و قد يخترع مشكلات جديدة للتهرب من الحقيقة و عدم تشوه صورته أمام الآخرين .
و في الختام ، واجبٌ علينا التأكيد على نقطة ألا و هي ، الطبيب وحده من يمكن تشخيص مستوى |الحالة النفسية| التابعة بداخل المريض و مدى تدهورها ، و ما يمكننا القيام به و إن كنا حقاً نرغب بالمساعدة ، فقط إعطاء الدعم اللازم و دون إطلاق أحكام قاسية .
💙 شهد بكر 💙
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك