معتقدات فكرية شاعت بين الناس 2
معتقدات فكرية شاعت بين الناس 2 |
تتمة لما تحدثنا عنه في مقال سابق....
كما تحدثنا سابقاً هناك أخطاءٌ كثيرةٌ في طريقة تفكيرنا شاعت بكثرةٍ بيننا حتى بتنا لا ننتبه إلى أنها خاطئة ويجب تركها،
شرحنا في المقال السابق عن بعضٍ من هذه الأخطاء و الآسنكمل الأخطاء المتبقية:
هو تأثر الناس عاطفياً أو فكرياً بالمعلومات المتوفرة
و اعتبارها كافية ووافية لتغطية موضوعٍ ما فبعض الناس مثلاً، يعتقدون بأن وجود مرجعٍ خاطئ أفضل من عدم وجود مرجع، وهذه مشكلةٌ حقيقةٌ فالمرجع الخاطئ سيقود إلى نتائج خاطئة وربما تكون كارثية في بعص الحالات، أما عدم وجود مرجع موثوق فيقودنا إلى البحث عن ذلك المرجع قبل المضي قدماً في أمرٍ ما لتجنب الوقوع في أخطاء قد لا تحمد عقباها.
هو التأثر بالحالات الفردية
بحيث يميل الناس إلى أخذ العبر و استنتاج الحقائق بسرعة لدرجة أن ظهور تجربة واحدة أمامهم تجعلهم يتخذون موقفاً ما أو حكماً ما في قضيةٍ ما فمثلاً قد يستشهد أحدهم بأن شخصاً يعرفه لم يصبه أي مرض بسبب التدخين وقد عاش طويلاً وتمتع طوال حياته بصحةٍ جيدةٍ، مع أن التجربة الفردية لا تعني شيئاً واحتمالات خطأها وبعدها عن الحقيقة واردةٌ جداً ولكن الطبيعة العاطفية للناس تجعلهم يميلون إلى أخذ النتائج بسرعة خاصة في الحالات المشابهة لحالتهم وذلك بسبب رغبتهم الملحة قي التخلص من تلك الحالة.
هو مبالغة الشخص في تصديق ما يعرفه
فنلاحظ غالباً ميول الناس للدفاع عن معلوماتهم واعتبارها موثوقةً ولا تقبل الشك لمجرد أنها معلوماتهم فهم يعتبرون أنه لا يجوز الاعتراف بالجهل أو قلة المعرفة في ناحيةٍ ما مع أن ذلك الاعتراف هو أول خطوةٍ نحو تعلّم ما هو جديدٌ وحقيقيٌ في موضوعٍ ما، وبكل أسف فإن بعض الناس يدافعون عن معلوماتهم بشراسة ما قد يسبب مشاكل كثيرة بين الناس.
هو ربط الأمور ببعضها لمجرد تزامنها مع بعضها البعض
فكثيراً ما يميل الناس إلى بناء علاقات اعتبارية بين الأمور كأن يفترض الناس بأن حدوث أمرٍ ما مرتبطٌ بحدوث أمرٍ آخر وهذا الأمر وارد في كثيرٍ من الأحيان فهناك الكثير من الارتباطات العلمية المعروفة كارتباط الرعد بالبرق دائماً فكلاهما ينتج عن مسببٍ واحد، ولكن الكثير من الأمور لا تكون مترابطة إلا في أذهان بعض الناس وذلك ربما يكون بسبب ميل الناس إلى تسهيل حياتهم وتقليل الاحتمالات فيها وتبسيطها، فمثلاً قد يتزامن تذكرنا لشخصٍ ما مع اتصاله معنا فنظن في أنفسنا بأننا تنبأنا باتصاله وننسى أن هذا الشخص يتصل بنا كثيراً وغالباً ما يأتي اتصاله بدون أي تفكيرٍ به من قبلنا ولكن أدمغتنا تميل لتبسيط الأمور وتقليل الاحتمالات، وأكثر من ذلك فقد يربط الناس بين أمرين معتبرين أن أمراً ما قد يسبب الأمر الآخر بدون قواعد مثبتة وواضحة فمثلاً يعتقد البعض بأن رؤية القط الأسود تجلب الحظ العاثر ويقولون بأن التجارب التي تثبت ذلك كثيرة بينما نجد مجتمعاتٍ أخرى تعتبر القط الأسود فألاً حسناً وتستشهد بتجاربها الكثيرة، والحقيقة أن كلا الفريقين على خطأ.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك