مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/08/2021 02:40:00 م

معتقدات فكرية شاعت بين الناس 1


معتقدات فكرية شاعت بين الناس 1
معتقدات فكرية شاعت بين الناس 1


 أخطاءٌ كثيرةٌ في طريقة تفكيرنا وتناولنا للأمور قد شاعت بكثرةٍ بيننا حتى بتنا لا ننتبه إلى أنها خاطئة ويجب تركها، 

وسأذكر من هذه الأخطاء ما يلي:

خطأ الاتباع الأعمى لشخصٍ ما أو جهةٍ ما لها سلطةٌ معينةٌ أو دلالةٌ رمزيةٌ ما

و يظهر هذا الخطأ كثيراًعند تقليد أو اتباع مقولةٍ ما أو فكرةٍ ما لمجرد أن فلانٌ جاء بها، فمثلاً معضم الناس يتبعون ما يقوله رجل الدين دون محاولة تقييم ما يقوله لأن الناس تفترض سلفاً بأن هذا الرجل يعرف أكثر منهم وهو لا يمكن أن يخطئ، والأسوأ من ذلك هو اتباع شخصٍ ما لمجرد أنه يرتدي زيّاً ما أو يمثّل فريقاً ما أو جماعةً ما، وحتى بين رجال العلم قد يظن البعض بأن كل ما جاء به عالمٌ ما موثوقٌ وغير قابلٍ للشك. أو ربما كان من الأسهل على الناس اتباع الآخرين لأن ذلك يجنبهم تحمّل المسؤولية بحيث يمكن بسهولة إلقاء اللوم على صاحب الفكرة الأصلي عند ظهور خطأ ما نتيجةً لتطبيق تلك الفكرة.

المفروض إذاً أن نتحرى مدى صحة أي فكرةٍ أو مقولةٍ تصلنا قبل الأخذ بها مهما كان مصدرها موثوقاً فذلك يجنّبنا الكثير من المشاكل ويقلل كثيراً الصدامات بين الناس.

هو الخطأ المعاكس للخطأ الأول والذي يقود الناس للتشكيك بكل ما يقوله شخصٌ

ما واعتباره خاطئاً ومرفوضاً لمجرد أن من جاء به غير معروفٍ أو ينتمي لبيئةٍ ما أو فئةٍ ما.

هو الاستدلال برأي الناس غير المختصين في مجالٍ ما

لنفي أو إثبات قضيةٍ ما تتطلب أهل الاختصاص حكماً للبت فيها، فمثلاً الكثير من الناس كانوا يعتقدون بأن الأرض هي مركز الكون فهل اتباع غالبية الناس لرأيٍ ما أو فكرةٍ ما يجعل تلك الفكرة صحيحة؟ بالطبع لا فيجب دائماً تقصي الحقائق وعدم اتباع آراء الآخرين مهما كانت صفاتهم ومواقعهم العليبة أو الاجتماعية واللجوء إلى أهل الاختصاص في القضايا التي تتطلب ذلك وعدم اتباع رأي العامة على غير هدى.

هو التسرع في تعميم نتائج تجربةٍ ما

لمجرد تكرار النتائج عدداً محدداً من المرات، فلتعميم أية نتيجةٍ يجب تكرارها عدداً كبيراً من المرات ضمن عيّناتٍ عشوائيةٍ، فمثلاً إذا سرنا في أحد الشوارع وسألنا عدداً من المارة عن أوضاعهم المعيشية وكانت معضم أجوبتهم تقول بأنهم ميسوري الحال فذلك لا يعني أبداً أن معضم الناس في ذلك الشارع ميسوري الحال فقد تكون بعض الأجوبة خاضعة لاعتبارات معينة أو نتيجة ظروفٍ معينة مجهولة، وللحصول على نتيجةٍ دقيقةٍ يجب سؤال معضم سكان ذلك الشارع في أوقات وظروف و أساليب متنوعة وإلا لما أمكننا تعميم نتائجنا.

هو انتقاء المعلومات بما يناسب ميولنا و اعتقاداتنا

فمثلاً الكثير من الناس يستشهدون بجملةٍ ما من أحد الكتب لدعم آرائهم مع أن الكتاب بمجمله لا يدعم فكرتهم بل قد يناقضها .والأسوأ من ذلك أن كثيراً من الناس يعمدون -ولو كانت نواياهم حسنة- إلى تحريف مقولةٍ ما أو جملةٍ ما فقط لأنهم لم يجدوا ما يستشهدون به لدعم فكرتهم.

إقرأ المزيد ...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍🏻

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.