عالم النور عند أفلاطون
عالم النور عند أفلاطون |
《أفلاطون أرستوكليس بن أرستون》
ولد عام ٤٢٨ ق.م في مدينةٍ يونانية تدعى " أثينا " ، و قد اختلف المؤرخون حول ميلاده ، فلم يُعرف التاريخ بالتحديد .
ينحدر إلى عائلة عريقة كان لها دورٌ مهم في المجتمع اليوناني في ذلك الوقت .
تتلمذ على يد الفيلسوف الشهير " سقراط " ، و كان متأثراً به للحدِّ الذي جعله يؤلّف كتاب باسم " الدفاع عن سقراط " .
و كما هو حال أغلب المفكرين و الفلاسفة ، فعندما كبر أصبح معلماً للفيلسوف " أرسطو " .
وضع " أفلاطون " نظريات عدّة ، إلى جانب التصور المنهجي أسماه " عالم الميتافيزيقا " .. أي ما وراء الطبيعية ..
و استناداً لهذا التصور ، تأمل الكون ، ليقدّم لنا
(( نظرية الكهف ))
و التي تعدُّ من أشهر نظرياته عبر تاريخه الفلسفي المعطاء .
نصّت النظرية على أنَّ هنالك عالمان ، العالم الأول و هو الذي نعيش فيه الآن " عالم إفتراضي وهمي "
أما بالنسبة للعالم الثاني " العالم الحقيقي " ..
سنراه عندما نتحرر من قيود الإفتراضي .
هذا باختصار ،
و لكنه فصّل النظرية بحكايةٍ مشوّقة ، تحاكي عقولنا و تجعلها تتحرك متجهة للفكر الفلسفي :
ثلاثة سجناء ضمن كهفٍ مقيودن لا يرون شيء سوى جدار أمامهم منذ ولادتهم .
لا يرون سوى الظلال ، هذه الظلال عبارة عن أناس ، و ممرات ، حيوانات ، أشجار ..
و لكنهم في الحقيقة هم لا يعون ماهيتها ، لأنهم غير قادرين على رؤية ما وراء الجدار .
و هنا تبدأ اللعبة من شدة الضجر ، و هي تخمين أي ظل سيظهر أولاً .. و ماذا سيليه !
و الفائز سيُلقب بسيد الطبيعة ، و يهرب بدافع سلطته ليخرج من الكهف ..
و إذ به ينصدم بالعالم الخارجي ،
ليرى أنَّ مصدر الحياة هو الشمس ،
و يخوض رحلة فكريّة ممتعة ، يكتشف من خلالها الجمال و المعنى الحقيقي للحياة ..
ليتأكد أنَّ حياته السابقة و لعبة تخمين الظلال ليست سوى خدعة من عقله ...
ثمَّ يعود للكهف ليخبر أصدقائه باكتشافه العظيم ، و بالطبع كذبوه .. فقد انحصر تفكيرهم .. بهذا الكهف المظلم .. و ظلال التصورات ...
و رغم بساطة هذه النظرية و التي تميل لقصص الأطفال ، إلا أنها فلسفة من الممكن أن تقودنا لإستخراج الكثير من الخبرات .
تخبرنا كيف بوسعنا أن ننظر للعالم من زوايا تختلف عن تلك التي اعتدنا عليها ، أي أن نفسرها بطريقتنا الخاصة ..
الوصول للنور قادم لا محال ، و الظلام لن يخلد ..
عندما نقرر الخروج ..
الظلام بالنسبة لأفلاطون كان العالم الإفتراضي و النور كان الحقيقي ..
و هذه إشارة إلى أهمية مواجهة الحقيقة و التي قد تبدو مخيفة ..
《 فلا يمكننا الوصول إلى النور دون المرور بالظلام و البقاء لفترة معينة به 》
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك