أول من حملت لقب (( الشهيدة ))
أول من حملت لقب (( الشهيدة )) |
الشهادة ..
هي أسمى صفة تُطلق على الشخص ، فبمجرد ذكرها نعرف قيمته ، و مدى العطاء و السخاء الذي قدّمه دفاعاً عن قضيةٍ ما .. واضعاً كلَّ آماله الإيجابيّة بالجيل القادم .
و غالباً ما تُلحق هذه الكلمة ،برجلٍ بات لقبه " الشهيد " .
و لابدَّ من وجود لنساء عبر التاريخ ، قاتلنَّ يداً بيد مع الرجال ، وقفنَّ وقفة صمودٍ و جهادٍ مع قضيةٍ ما ، حاربنَّ بكلِّ قواهنَّ حتّى آخر قطرة دمٍ منهنَّ .
فمن هي أوّل شجاعة و شهيدة في التاريخ الإنساني ؟؟
و ماذا فعلت بالضبط حتى نالت قداسة الشهادة ؟؟
أحملتْ السيف دون ترددٍ أو خوف ؟؟
أم أنَّ لحكايتها شيءٌ مختلف ؟؟
(( هيباتيا الإسكندريّة ))
ولدت عام ٣٥٠ أو ٣٧٠ م ، فحتّى الآن لم تصلنا بعد معلومات مؤكدة حول ميلادها ، و توفيت عام ٤١٥ م .
ابنة أستاذ رياضيات " ثيون " ..
ترعرعت هيباتيا في الإسكندرية القديمة ، و التي تواجد بها جامعة تعتبر بحقٍّ أول معهد للبحوث في تاريخ العالم .
هناك جلس عمالقة الفكر و العلم ، كانت ملفتة للقلب و العقل قبل النظر ، إذ يقول كارل ساغان :
(( هيباتيا هي آخر بريق لشعاع العلم في جامعة الإسكندرية ))
امرأةٌ تميّزت عن سائر نساء عصرها ، كانت متخصصة في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة ،و تأثرتْ أيضاً بعالم الميتافيزيقيا " ما وراء الطبيعة " ، بالإضافة كونها عالمة في مجال الرياضيات .
عاشت في القرن الرابع الميلادي ، و عُرفت بفيلسوفة الإسكندرية ، امتازت بالجمال الشرقي الفائق .. بيد أنها وهبت نفسها للفلسفة و تميزت بالذكاء و العبقريّة .
كانت هيباتيا تلقي محاضرات عدّة في الجامعة ، سبقت علماء زمانها من الفلاسفة و غيرهم ..
عندما عينت أستاذة للفلسفة ، هرع لسماع دروسها عدد كبير من الناس و من شتى الأقطار النائية ، باتت الطلاب تتزاحم كيوم الحشر في مدرجاتها ، و من هنا ...
لقبت في الخطابات و الرسائل المرسلة لها " بالفيلسوفة" .
قامت بشرح فلسفة أرسطو و أفلاطون ، لاسيما قد عالجت الكثير من المواضيع الشائكة ،
و أزاحت ستائر الغموض عن الأسئلة المعقدة مثل :
من أنا ؟ ومن نكون ؟ و ما الخير ؟ و ما الشر ؟ ...
التعصب الديني كان منذ أزلٍ بعيد ، فالتفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة العبقرية ، سبب حرجاً بالغاً للكنيسة .
إياكم و التفكير أنَّ النفوس البشعة ظهرت في عصرنا هذا فقد
فمنذ تلك الأيام ، الناجح يُحارب باستمرار .. فقد رفض الكهنة فلسفة " هيباتيا " و التي كانت حول طبيعة الآلهة و الحياة ..
و سجونها في سجونهم الظالمة .
أحد تلاميذها أكنَّ لها الاحترام الشديد , حاول إخراجها من سجنها ، و لكن جيوش الكهنة ألقت القبض عليه .
و ما يلي تلك الحادثة .. انتهت حياتها بعدما لاقت التعذيب الشديد و تشويهاً لوجهها و كافة أنحاء جسدها الفاتن ..
و ذلك على يد بعض الكهنة (( نسبةً للحقائق التاريخية )) .
تخليداً لذكراها ، سُجّل اسمها بلوحة الخالدين ، و جاء ضمن دائرة المعارف البريطانية ،
بالإضافة أنَّ قصة حياتها المشوّقة تحوّلت لفيلمٍ سينمائي بعنوان ((Agora))
من أقوال العظيمة هيباتيا :
الخرافات يجب أن تدرس على أنها خرافات ..
الأساطير على أنها أساطير ..
و لكنَّ المعجزات .. على أنها خيالات شعرية ...
المهم أن يبقى كل شيء على حاله .. إلا المعجزات .. فهي غموض الكون و غرابته .
💗شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك