- الجزء الرابع -
الإعاقة السمعيّة وعلاجها |
مثلٌ شعبيٌّ يتردد على أسماعنا كثيراً (مافي دخان بلا نار)
على بساطته وعفويته إلا أنّه يفتح لك مجالاً في التفكير والإستغراق لتتوصل إلى حقيقةٍ لا مفرَّ منها
أنّ وراء كل حدثٍ أو مرضٍ أو أيٍّ شيءٍ كان سبباً أوصله إلى حاله الذي يبدو عليه الآن.
و لموضوعنا المتعلق بنقص السمع _كما ذكرنا لكم أصدقائي في المقالات السابقة عن مفاهيم نقص السمع و درجاته وأنواعه_
سبب يتخفّى خلفه، تتعدد الأسباب و تتنوع كثيراً لكنّ الأسباب الأساسية الجوهرية هي صلب موضوعنا اليوم.
تقسم الأسباب إلى سببين رئيسيين هما :
1- الأسباب الوراثيّة.
2- الأسباب البيئية(مكتسب).
● ملاحظة : من الممكن وجود نقص سمعي بسبب مجهول لكن بنسبة ضئيلة.
• ماهي الأسباب الوراثية ؟
- هي عبارة عن إصابة الشخص بنقص سمع نتيجة وراثة هذه الصفة من أحد الوالدين أو كليهما، من الممكن أن يكون أحد الوالدين مصاب و النقص السمعي ظاهراً عليه أو أن يكون طبيعيّاُ لكنه يحمل هذه الصفة في مورثاته فيقوم بنقلها إلى أبنائه.
- يعد نقص السمع الوراثي من أبرز و أشيع الأسباب و أكثرها أهمية خصوصاُ في حالات نقص السمع الولادي، لذا يجب توخِّي الحذر في حال وجود أفراد من العائلة مصابون بنقص السمع.
- نسبة شيوع نقص السمع الوراثي تشكل نحو 50% من حالات النقص السمعي.
- تشير إحدى الدراسات إلى أن ليس جميع حالات فقدان السمع الوراثي يمكن أن تظهر عند الولادة، فيمكن أن يفقد الطفل سمعه لأسباب وراثية بعد شهور أو سنوات من ولادته (أي أن نقص السمع يكون ذو بدء متأخر).
- يتم تصنيف نقص السمع الوراثي إلى قسمين :-
70% معزول (غير مرتبط بمتلازمات) أي أنّ المصاب يعاني من نقص سمع فقط.
30% مرتبط بمتلازمات يكون نقص السمع مرافق للعديد من الأعراض التي تلازم المريض طيلة حياته.
من الممكن إجراء الإختبارات الوراثية لتحسين نوع العناية الطبية و يصبح لدينا إمكانية بالتنبؤ بتكرار الإصابة و أخذ الإجراءات المناسبة.
• ما هي الأسباب البيئية ؟
والحديث هنا يطوول .....
- حيث تعزى الأسباب البيئية إلى كل ماهو غير وراثي بل مكتسب.
- يمكن تقسيمها إلى أسباب قبل الولادة و حول الولادة و ما بعد الولادة دعونا نتعرف على أهم الأسباب من كل منها:
قبل الولادة :
هي الأسباب التي تحصل في فترة الحمل و تقسم إلى :
- إنتانات.
- الأدوية السامة للأذن.
- العادات السمية (التدخين و الكحول ).
- الأمراض الحملية.
- سوء تغذية الأم الحامل.
• إنتانات الحمل: مجموعة من الأمراض التي تصيب الأم الحامل وهي :
- توكسوبلاسموز غوندي .
- الإيدز (HIV).
- التهاب الكبد المصلي B.
- الحصبة الألمانية (Rubella).
- داء الاندخال الخلوي العرطل (CMV).
- الحلأ البسيط (Herpes).
- الأفرنجي (Syphilis).
• تناول الأدوية السامة للأذن :
يؤدي تناول الأم الحامل للأدوية السامة للأذن إلى نقص سمع خلقي للوليد نظراً لوجود مواد كيميائية تتلف بنى الجهاز السمعي
ترتفع نسبة الإصابة إذا تمّ تناول هذه الأدوية في الثلث الأول من الحمل لأن الجهاز السمعي يتشكل في هذا الثلث و هذه الأدوية هي:
- الأمينوغليكوزيدات.
- الأكيوتان.
- أملاح البلاتين.
- الكينين.
- التاليدو ميد.
- الديلانتين.
- المدرات البولية.
• العادات السمية :
كالتدخين و تناول الكحول أثناء فترة الحمل
فجميعنا نعرف مايحويه التدخين من أثار سلبية على صحة الجنين نظراً لوجود مادة النيكوتين و العديد من المواد الكيميائية الضارة التي من شأنها أن تسبب العديد من الأمراض والأعراض الخطرة للأم و طفلها
و لا ننسى أن نخصّ بالذكر الكحول و مدى تأثيرها على صحة الجنين حيث أنها تكون السبب الأول لإصابة الطفل بمتلازمة الطفل الكحولي و التي يكون فقدان السمع أحد أعراضها.
• الأمراض الاستقلابية الحملية :
هي الأمراض التي تصيب الأم فترة الحمل ومنها :
- ارتفاع الضغط الشريان
- السكر الحملي
- قصور الدرق.
• سوء تغذية الأم الحامل :
تعد فترة الحمل فترة هامة جداً لتشكل وتكون الجنين فالجنين يستمد غذائه و كل مايلزمه لاكتمال تشكله من جسم أمه الحاضن له،
فلابد للأم الحامل أن تتناول كافة الزمر الغذائية و تنتبه لكل مايحتاجه جسمها من عناصر غذائية أهمها :
- فيتامين A, B, D، حمض الفوليك و فيتامين B12.
- المعادن كالحديد، الزنك، السيلينيوم.
- المركبات الفعالة حيوياً كالفينولات.
- المشتقات الغذائية: الكولين و الميتيونين.
حول الولادة :
تعد مرحلة المخاض و الولادة من أصعب المراحل يتم من خلالها استخراج الروح من الروح فيترافق الخطر بالأم و طفلها حتى تنجلي هذه المرحلة بسلام.
أبرز الأسباب المتعلقة بما حول الولادة:
نقص الأكسجة الإقفاري ( اختناق الوليد الجزئي أو التام) الذي يمنع وصول الأوكسجين إلى الدماغ مما يلحق الأذى بالطفل على عدة مستويات منها السمع.
مابعد الولادة :
وهي جميع الأمراض و العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بنقص السمع عند الوليد و البالغ وهي:
- اليرقان النووي و فرط بيليروبين الدم.
- التهاب السحايا القيحي.
- الانتانات الفيروسية : كالحصبة و النكاف.
- التهاب التيه.
- التهاب الأذن الوسطى.
- الأدوية السامة للأذن.
- رضوض الأذن و العظم الصدغي.
- نقص السمع المحرض بالضجيج.
و هكذا نكون قد سلّطنا الضوء على معظم الأسباب التي تقود إلى نقص السمع وتزيد من نسبة حدوثه
يمكنك مشاركة المقال مع أكبر عدد ممكن من الناس وخصوصاً الأمهات الحوامل كي يتجنبوا هم وأطفالهم خطر الإصابة بالنقص السمعي.🌺
" إقرأ المزيد "
🩺سارة حسنين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك