مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/16/2021 12:54:00 ص

هل يمكن التداوي بأدوية وهمية؟ الجزء الثاني


هل يمكن التداوي بادوية وهمية؟ الجزء الثاني
هل يمكن التداوي بادوية وهمية؟ الجزء الثاني

تتمة لمقال سابق عن الدواء الوهمي.....

 ما هي حالات استخدام الدواء الوهمي؟

تدل نتائج العلاج الوهمي بأنَّ للحالة النفسية تأثير كبير على الحالة الجسدية للإنسان كما تدل على أنَّ جسم الإنسان يعمل ذاتياً على محاربة الأمراض من خلال الإفرازات الكيميائية والهرمونية ولمناعة الجسم وقوة البنية دورٌ كبيرٌ في ذلك، ولكن كل ذلك لا يكون كافياً في معظم الحالات المرضية.

نسبة الناس الذين يتجاوبون للعلاج الوهمي في حالة الأمراض البسيطة تقدر بحوالي 30% في حين أن معضم الناس لا تجدي معهم جميع وسائل العلاج الوهمي حتى لو كانت أمراضهم بسيطة ويمكن علاجها بالدواء الوهمي.

في بعض الحالات تم إخبار المرضى بأن الدواء المعطى لهم ليس دواءً فعلياً وقد أبدو تحسناً رغم ذلك، وأحياناً مجرد زيارة الطبيب قد تزيل الكثير من أعراض المرض.

بعض الناس لديهم قناعات معينة تجاه أدوية معينة و عند إخبارهم بأنهم لا يحتاجون لنوعٍ محددٍ من الأدوية فإنهم يصّرون على أخذه لأنهم مقتنعون بفعاليته، فمثلاً لا تنفع المضادات الحيوية مع الأمراض الفيروسية ورغم ذلك يصر الكثير من الناس على تعاطي تلك المضادات رغم أنها قد تكون ضارةً في بعض الحالات، فهي تزيد من مناعة البكتيريا والجراثيم وتجعلها أكثر مقاومة للعلاج، وفي مثل هذه الحالة يستطيع الطبيب إيهام المريض بأنه أعطاه دواءً فيه مضاد حيوي.

بعض الأشخاص يعتقدون بأن الفيتامينات ضرورية ومفيدة في حالات معينة وخاصةً في حالات الشعور بالتعب و الوهن فيطلبون من الأطباء وصفها لهم ولكن الطبيب يرى بأنها غير مفيدة لحالتهم فيصف لهم دواءً وهمياً على أنه فيتامينات.

ومن مجالات استخدام الدواء الوهمي ايضاً هي  في اختبارات الأدوية الجديدة .

ما هي الجوانب الأخلاقية للدواء الوهمي؟

يرى بعض الأطباء بانه يجب إخبار المرضى عند إعطائهم أدوية وهمية أو على الأقل إخبارهم بأن هذا الدواء قد لا يعطي النتائج المرغوبة وذلك من باب الحفاظ على أخلاق المهنة فهم يرون بأن إعطاء المرضى دواءً وهمياً دون علمهم يعتبر كذباً وغشاً مهنياً، في حين يرى غيرهم بأن هذا الكذب مبرر لأنه لا يضر المريض إذا لم يكن مفيداً.


بقي أن نذكر بأن العلاج بالأدوية الوهمية قد يفسر لنا الكثير من حالات العلاج التقليدية التي يمارسها بعض الناس بحكم التجربة والتقليد ظناً منهم بأنها مفيدة في حالتهم وهذا ما يعرف بالطب القليدي ولكن يجب الإنتباه إلى أن معظم الأمراض الحقيقية لا تستجيب لمثل تلك العلاجات و من الأفضل دائماً مراجعة الطبيب المختص فهو الأقدر على مساعدتنا عند المرض خاصةً مع كثرة الدجّالين و المرتزقة الذين يدّعون معرفتهم بطرق العلاج التقليدية وعلى أسس علمية سليمة بل إن البعض يروّجون لأدويتهم على أنها الأفضل و الأكثر فاعلية. 

انتبه!!

يجب الإنتباه إلى أن ما يسمى عندنا بالطب العربي هو طبٌ حقيقيٍ قائمٌ على معرفة الخصائص العلاجية لبعض النباتات وعلى إمكانية تركيب الأدوية من مكونات مختلفة ولكن يجب على ممارس هذا النوع من الطب أن يكون على درايةٍ كبيرةٍ بجميع الآثار و التداعيات و التأثيرات الجانبية لكل دواء فبعض تلك النباتات قد تعطي نتائج سلبية وتسبب أمراضاً مختلفة.

وكذلك الطب البديل هو طبٌ قائمٌ على المعرفة العلمية وليس على الدجل و الخرافة فيجب الحذر من كل من يدعي المعرفة.

 

بقلمي سليمان أبو طافش✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.