هل يمكن التداوي بأدوية وهمية؟ الجزء الأول
هل يمكن التداوي بادوية وهمية؟ الجزء الأول |
نسمع كثيرأ عن الأمراض الوهمية أو الكاذبة، وكذلك عن الحمل الوهمي أو الحمل الكاذب، ونعلم جيداً بأن الأمراض الوهمية ذات أساسٍ نفسي دماغي فعند اقتناع الدماغ بوجود مرضٍ ما في الجسم يبدأ العمل على أساس ذلك وقد تظهر على الشخص أعراض المرض مثل الألم والحرارة وغيرها ولكن هل يمكن حقاً شفاء الأمراض الحقيقية بأدوية وهمية؟
ما هي فكرة الدواء الوهمي؟
بينت الدراسات بأن بعض الأمراض التي يتدخل الدماغ فيها يمكن علاجها بطرق نفسية، فمثلاً إذا اقتنع الدماغ بأخذ العلاج المناسب لمرضٍ ما فإنه يبدأ بالتفاعل مع العلاج ويبدأ المريض بالتحسّن، ولكن ذلك لا يجدي نفعاً مع معضم الأمراض وخاصةً الأمراض المعقدة، فإذا كان الدماغ قادراً على تخفيف الشعور بالألم الناتج عن مرضٍ ما فهذا لا يعني بأن المرض بدأ يخف، ولاسيما أن الكثير من الأمراض الداخلية لا تسبب أية آلامٍ إلا في مراحلها المتقدمة ما يعني أن الإحساس بالألم ليس مؤشراً علمياً على المرض وزواله لا يدل على الشفاء فالألم عملية دماغية للتعبير عن وضعٍ ما ومن الممكن جداً خداع الدماغ.
آلية الدواء الوهمي:
تعتمد فكرة الدواء الوهمي على إقناع المريض بأنه أخذ الدواء المناسب كإعطائه جرعات من الماء أو الحبوب التي لا تحوي أية جرعات دوائية وقد ينفع هذا العلاج أحياناً في بعض الأمراض لأنه يدفع الدماغ لطرح بعض الإفرازات التي تساعد على الشفاء، كما أنها تحسن مزاج المريض وتشعره بالراحة وتزيل التوتر الذي يلعب دوراً سلبياً في عملية الشفاء ولكن ذلك لا يعطي أية نتائج فعلية في معظم الأمراض.
إحصائيات .....
تدل الإحصائيات على أن معضم الناس يستجيبون للعلاج بشكل أفضل إذا كان حجم حبة الدواء أكبر فذلك يشعرهم بالحصول على جرعة دوائية كافية لعلاجهم بسرعة، وكذلك قد تبدو الحبوب الملونة غنية بالمواد العلاجية ما يمنح المريض شعوراً أكبر بالرضى، أما إعطاء المريض حقنةً ما فهذا يعطيه دفعاً كبيراً نحو الشفاء لأن المعروف بأن تأثير الحقن أسرع وأقوى بكثير لأن الدواء يصب مباشرةً في مجرى الدم، وقد انتشرت مؤخراً ظاهرة غريبة ومعيبة هي ظاهرة العمليات الجراحية الوهمية التي لا تكون مبررةً أبداً لأن المريض لا يحتاجها ولكن بعض الأطباء يلجؤون إليها لأغراض الربح فقط بحيث يقومون فتح مكانٍ ما في جسد المريض جراحياً ثم إغلاقه دون فعل أي شيءٍ آخر، وقد يشعر المريض بعد العملية الوهمية بنوعٍ من التحسن.
الجدير بالذكر بأن العلاج الوهمي إذا أعطى نتيجةً ما فإن نتائجه لا تدوم طويلاً فسرعان ما ينتكس المريض ويعود لحالته بل ربما أصبح وضعه أسوأ لأن الدماغ لن ينخدع مرةً أخرى بذلك العلاج.
بقلمي سليمان أبو طافش✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك