الأضلاع الثلاثة والطرق المتبّعة في إرضاء الآخرين
الأضلاع الثلاثة والطرق المتبّعة في إرضاء الآخرين |
يوجد شاب صغير تعلم أن يحب والديه وقبولهم وينتظر ثنائهم عليه ، وعند الكبر لم ينفصل عنهم ولم يتوقف عن ربط قيمته برضاهم أو قبولهم ،وسلوكه قد تعمم على علاقاته مع الناس كلها ، فيلهث وراء قبول الآخرين ورضاهم حتى لو سلك سلوكيات تعارض منظومته الداخلية ، فهو يخاف إنتقاد الآخرين ويحاول يكون لطيفاً معهم لتجنب أي تصرف قد يثير انتقادهم له ،
إرضاء الآخرين شيء مقبول ، لكن ، التعوّد على إرضاء الآخرين ومحاولة التلطف معهم له ثمن غالي الواحد منا يدفعه:
ومن الأعراض الّتي تظهر على الشخص هي :
- تفضيل الآخرين واحتياجاتهم على نفسه واحتياجاته ولا يستطيع المعارضة ولا يقول لا .
- تجنب النقد أو الخوف من إنتقاد الآخرين له أو يكون لطيفاً معهم لتجنب أي صراعات معهم .
- التعرض للتلاعب والإستغلال نتيجة الزيادة في اللطف ، وهذا اللطف سيعميه عن رؤية الحقيقة ويمنعه من إظهار مشاعر الغضب والإستياء .
- فمرض إرضاء الآخرين هو مثلث له ثلاثة أضلاع ، الضلع الأول هو طرق التفكير الخاطئة ، سلوكيات أو عادات قهرية ، مشاعر مرتبطة بإرضاء الآخرين أو الخوف من إغضابهم ، فكل ضلع من هؤلاء هو عبارة عن سبب ونتيجة بنفس الوقت ،فالسلوكيات القهرية تأتي لتجنب بعض المشاعر بدعم من أساليب التفكير المشوهة التي تتسم بالخلل والنقص ،
- وأيضاً مشاعر القلق التي تظهر لك هي تؤدي لظهور بعض سلوكيات التجنب الناجمة عن طرق تفكير غير الصحيحة ، فالترابط بين هذه الأضلاع ممكن أن يساهم في شفاءك بقدر كبير ،لأن بمجرد إحداث تغير بسيطة في طريقة تفكيرك على سبيل المثال سيغير من متلازمة داء إرضاء الآخرين .
لنتكلّم عن كل ضلع بالتفصيل :
طرق التفكير الخاطئة :
- طرق التفكير الخاطئة هي عبارة عن أنماط عقلية إنهزامية ،وهذا ما يجذب له إرضاء أي شخص تقابله ،ويجب عليك السعي لنيل حبه ،وتقيس مدى إحترامك لذاتك وتحدد هويتك في إطار ماتقدّمه للآخرين من إحتياجاتهم على حساب احتياجاتك الشخصية ،فهذه الأنماط هي التي تقف وراء سلوكياتنا وتحرّكها ،هي النار التي تنتج الدخان وفي إطفائنا للنار فلا يبقى دخان .
فمن الأنماط العقليّة هذه هي :
الآخرون يجب أن يكونوا في المقدمة :
- من الأفكار في هذا النمط هي التضحية بإحتياجاتنا من أجل كسب حب الناس الآخرين ، ومن أجل إبعاد نظرة " أننا أنانيين " ، وأيضا منها الإهتمام بوجهة نظر الآخرين أكثر من الإهتمام بوجهة نظرنا ، فالصحيح أن رعاية أنفسنا لا تدل على أنانية ، ويكون حق لنا أحيانا وضع احتياجاتنا في المقدمة بدلاً من إحتياجات الآخرين ، فأيضاً العطاء الذي تقدمه للآخرين ينتج منهم ناس أنانيين ويحرمهم من المشاعر الجميلة التي تنتج عن العطاء الذي يقدموه .
بقلمي جمال نفّاع
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك