التشوّهات المعرفيّة والعادات المتّبعة لإرضاء الآحرين - جمال نفّاع

 التشوّهات المعرفيّة والعادات المتّبعة لإرضاء    الآخرين 

 

التشوّهات المعرفيّة والعادات المتّبعة لإرضاء الآخرين

التشوّهات المعرفيّة :

• الّذي يلزمنا هنا هو إستخدام عبارات الوجوب والإلزام ،يرى صاحب هذا النوع من الأنماط أنّه يجب إثارة إعجاب الآخرين وكسب حبّهم وإلا سأصبح فاشلاً ،ويجب أن ينبهروا بجمالي وإلا سأكون قبيحة ،ونتيجة هذه التشوّهات ستشعر بالذنب لما يكون عندك مشاعر سلبيّة تجاه الآخرين ، وتلقي اللوم على نفسك لأن الآخرين لم يرضوا عنك بالشكل الكامل ، ولم يعاملوك بالشكل الّذي تنتظره منهنم ،والحلّ بإستبدال هذه العبارات الآمرة هذه بأخرى تناسب طموحاتك وأمنياتك .

 يجب أن يكون كل شيء مثالي وكامل :

• نتيجة شعورك بالإستحقاق والجدارة ، فقيمتك محل شك دائم ،وتحاول إرضاء الآخرين بكل الأشكال ،ولو فشلت في إرضائهم فتلوم نفسك ، فالأمر أشبه بشخص ليس لديه رصيد في البنك ، فيبدأ كل يوم من مستوى الصفر ، وتشعر بالتقصير ولم تصل للغاية في إرضاء الناس ، فيكون الكمال هدفك لإخفاء شعور بالشك وعدم القيمة ،لكن بعمرك لن تصل لهذا الكمال ،والحل بعزل قيمتك عن أعمالك ، وتترك مساحة لقبول النقص وعدم الكمال .

ثاني الأضلع هو السلوكيّات وعادات إرضاء الآخرين :

• السلوكيّات هذه تقوم بها مدفوع بإحتياجك المفرط لحد الأدمان للحصول على قبول وإستحسان الآخرين لك ،والّذي يحولّها لإدمان الرفض أو تعرّضك للنقد والظهور بمظهر غير الكامل ، يعني الظهور بمظهر الجبان والشخص الذي ليس لديه معرفة كافية فتتخذ موقفاً جراء ذلك ، وترى هذه الطريقة سوية لأنّها توفّر لديك تأمين التقدير والمدح والقبول والحب ،حتى لو كان إحساساً مزيّفاً ، وهذا ما يمنع تقدير الآخرين لك تقديراً سلبي ، 

ومن السلوكيّات لهذا الضلع هو إدمان القبول والإستحسان :

• والفكرة الّتي تتخلّل هذا النمط هو عمل شيء يساهم في تقبل الآخرين لك ، فيجب عليك بهذا النمط أن تبهرهم وتقوم بشيء مفاجىء لم يطلبونه منك لنيل الإستحسان ، وفي الواقع أن البحث عن التصرفات التي تجلب الإستحسان والقبول هو أمر طبيعي ، لكن المهم بعدم تحوله لهوس دائم ، ومن المهم عدم أخذ الرفض أو الإنتقاد من قبل الآخرين على أنه كارثة لك ، ويجب عدم تحويل إستحسان الناس وقبولهم إلى شيء إجباري يجب أن تحقّقه ، لأن ما أخذته الآن بقبول سيذهب غداً بزوال أسبابه ، لماذا أنت تفعل هكذا ؟
• فالقيام بأمر لطيف تجاه الآخرين لنيل إستحسانهم هو معتقد صامت راسخ في داخلك ، فمن المهم أنّك عملت ونشطت وإنتظرت المكافأة التي تحصل عليها  .

 من المهم التوقّف عن نيل إستحسان الآخرين وإثارة قبولهم ، والأفضل هو انتظار الثواب من الله بدلاً من الناس ، فلو الآخرين قدموا الإستحسان فهذا أمر جيد ، وفي حال لم يقدموا لك الإستحسان فأنت تنظر الثواب من عند ما هو أفضل منهم وأحق بهذا الإنتظار وهو الله .

 جمال نفّاع ✍🏻