ماهو التوّتر ؟ وكيف يمكننا عقد هدنة معه؟
ماهو التوّتر ؟ وكيف يمكننا عقد هدنة معه ؟ |
كثيرةٌ هي المشاعر التي تختلط داخل جسم الإنسان ، لتحدذد سلوكياته و أقواله ، بعضها يكون مكمّل الآخر ، و بعضها شبيه ، و بعضها نقيضٌ للآخر .
في هذا المقال ، سنتحدّث عن القلق و التوتر ، و كيفيّة التخلّص منهما بأسرع وقت ممكن .
- هنالك نوعان من البشر ، النوع الأوّل ، عادةً يكمل الأشياء بسرعة ، و لو إحتاج أمرٌ ما للانتظار ، كالجلوس في عيادة الطبيب انتظاراً لدوره ، سنجد أنَّ هذه الفئة ، صبرها قليل ، و تغضب بسرعةٍ أيضاً ، لكن في المقابل ، يتمتعون بدقة المواعيد ، لا لشيء فقط ، فقط للإنتهاء منها .. بسرعة .
- النوع الثاني ، عكسهم تماماً ، غير مباليين بما يحصل حولهم ، و لو تأخروا عن موعدهم ، فهذا أمر طبيعي ، هم أقل اهتماماً من ناحية الوقت ، حتى و لو تعرّض لضغط منه ، إلا أنّهم يبقون محافظين على هدوئهم ..
- لنقل أنهم أكثر استرخاءً من النوع الأول ..
و في الحقيقة ، علينا الجمع ما بين الاثنين ، لتظهر ردة الفعل المناسبة .. في الموقف و الوقت المناسب .
- لكن أصحاب النوع الأول ، فعلياً هم المتعرّضون أكثر للتوتر ، فعندما يدرك أحدهم أنه في موقف خطير ، يتنبه جهازه العصبي حسب برمجته ، للهروب أو للقلق ، و يبدأ الفرار لاتّخاذ القرار ، ليزداد معدّل ضربات القلب ، و قد يصاحب ذلك إنخفاض بسيط في ضغط الدم .
هنالك فرق كبير بين التوتر و الضغط ..
- فالضغط الخارجي ليس بالضرورة أن يكون السبب الحقيقي للتوتر .
- لنفترض أن وقت تسليم مشروعك إقترب ، هنا ستشعر بالتوتر و قد يكون مبالغ به ، لكن إحساسك هذا لا علاقة له بموعد التسليم ، أو بالمشروع نفسه ..
- غالباً الأمر يتوقف على صورة داخليّة ، و هي اعتقادك بعدم مقدرتك بالتعامل مع الموقف أو قلة ثقتك بما قدمته .
- و على العكس ، لو كنت متمكن و ماهر و واثق بما قدمته ، سيقترب الموعد ، و أنت محافظٌ كلَّ الحفاظ .. على هدوء و سلامك الداخلي .
- حجم التوتر يختلف من شخص لآخر ، بحسب اعتماد عقل الفرد على صورة التوتر و توقّعاته تجاه نفسه و نجاحه أو فشله .
يحصل التوتر نتيجة حدوث أمرين :
١) الخوف من وقوع الحدث :
- لو طلب أحدهم منك عمل ما صعب ، و لكنك مقتنع و مؤمن بقدراتك للتعامل مع تلك الصعوبة ، هنا يمكنك أخذ الموضوع على أنه تحدّي و ليس باعثاً للتوتر رغم الضغط و ضيق الوقت لتنفيذه ، فلو كنت مستمتعاً به ، رغم تعبك ، ستنجزه .
- ( لكن إحذر من نقطة مهمّة بهذا الخصوص ، سنتحدّث عنها بعد قليل )
٢) وقوع الحدث :
- عندما لا تحصل على ما تريد ، شعور التوتر سيرافقه الحزن ، و هذا أمر طبيعي ، بل طبيعي و جداً ، و إن لم يحدث هذا ، فاعلم أنَّ هناك خطب ما غير منطقي يحدث .
- لكن فيما بعد ، تستنتج من الواقع الذي حدث ، تفسيراً ما ، يجعلك تعيد محاولة .. و تتقدم للأمام .
كيف يمكننا التعامل مع التوتر ؟
باستطاعتنا مصداقة التوتر ، عبر طريقتين :
1) جزء مرتبط بالسلوك ( الإدارة السلوكيّة ) :
- و هذا متعلق بالتصرفات التي نقوم بها ، سنعود للفكرة السابقة ( وقوع الحدث ) ..
- نشير الآن إلى سوء إدارة الوقت ، فلو أجلّت العمل الصعب ، و إلطلبات الآخرين .. مهما كانت ثقتك بنفسك و قدراتك عالية .. فلن تنجح .
- فهنالك أشخاص فقط يريدون منك الإبتعاد عن العمل ، لغايةٍ ما ، لذلك ..
- 《درّب نفسك جيداً .. على حزم قراراتك 》
- فلا تخجل من قول لا ، طالما كانت حقيقيّة .
٢) جزء يرتبط بالشعور ( الإدارة النفسيّة ) :
- عليك الإدراك أنَّ المواقف التوتريّة ، غالباً ما تكون واقع في شباك تأثير اللحظة الانفعاليّة ، و ليس التفكير السليم المنطقي ، بحيث تقوم بردات الفعل بناءً على مشاعرك الآنيّة ، و طريقة معتقداتك ، فأنت من يحدد تسلط هذه المعتقدات على التوتر .. أو الخضوع له .
- و قد يساعدك سلاح فعّال .. و هو ..)) سلاح التخيّل ((
تخيّل نفسك بعد عدّة أشهر ، أو بعد سنة .. تماماً .. ستكون إنشغلت بمواضيع أخرى ، و تجاوزت ما تجاوزته .. كما في كلِّ مرة
نتمنّى أن ينال المقال إعجابك ، و ينخفض مستوى التوتر في حياتك و عالمك الجميل .
شهد بكر✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك