نفحةٌ إلهيّة .. ما هي ؟ و كيف نحافظ عليها ؟
نفحةٌ إلهيّة .. ما هي ؟ و كيف نحافظ عليها ؟ - شهد بكر |
كرّم الله تعالى الإنسان على سائر الكائنات الموجودة على سطح الأرض ، و سخرَّ له العديد من الأشياء الماديّة الملموسة و المعنويّة .. علّه يُحسن من استخدامها .
إن كان ربُّ العباد بذاته قدّرنا و ميّزنا ، فمن نحن حتى لا نقدّر ذاتنا و نهتم بها ؟!
ما هي النفحة الإلهية؟
إنَّ الشعور السلبي تجاه النفس ، عائقٌ أساسيٌ في الوصول إلى الأهداف و المخططات و أحلام كل شخص ، حيث أنَّ هنالك رابط قوي و متين بين الثقة بالذات و النجاح ، فنقصها يمنح الآخرين فرصة ذهبية نادرة لتحطيم الآمال و إخماد شعلة الطموحات .
فتقدير الذات ، هو نظرة المرء لنفسه نظرةً مرتفعة ، تحدد درجة حبه لها ، و مدى مقدرته على القيام الأمور بكفاءة عالية .
ممكن لكثرتها أن تأخذ منعطف الغرور ، و بالتالي ينعزل عن البشر و ينطوي نتيجة نظرته السطحية لهم ، و ممكن حدوث العكس ، من شدة ضعف شخصيته و قلة إيمانه بذاته .. يتكوّر بمفرده ، و يثقل عليه مقابلة أحد .
بوابة النجاح و الوصول تكمن بهذا العنصر ، فهو من الركائز الأساسيّة التي تجعلنا نسير بعالم السعادة لتحقيق الأمنيات .
كما أظهرت الدراسات النفسيّة العلاقة الوطيدة بين الاكتئاب و تقليل من قيمة الذات ، فلا يمكن معالجة أي مريض نفسي بدون رفع معنوياته و تقديره بدايةً ، عن طريق تذكير المريض بمهاراته الخاصة و قدراته و إنجازاته حتى و لو كانت بسيطة .
و من الظواهر التي تبيّنت لدى الأشخاص الذين لا يقدّرون أنفسهم:
الانطوائية - كما ذكرنا في بداية المقال -
و بالتالي تخلق عدم الرغبة و الخوف من التحدّث بطلاقة مع الآخرين أو أمام أعداد هائلة من البشر .
بالإضافة إلى أنهم دائم الانشغال بمشاكلهم الخاصة
و بإفراط واضح ، و حصر الأمور بالزاوية السلبية ، و عدم الخروج من الصندوق ، و هذا ما يجعلهم يتخلون عن أهدافهم ببساطةٍ تامة .
《و لكل سبب ... مسبب 》
فمن الأشياء التي تجعلهم ينحدرون عن رفع شأنهم:
لتجنب الوقوع قدر الإمكان في هذه الدوامة
- علينا التوقف عن النقد السلبي المستمر ، فالكلمات التي نوجهها حال نظرنا إلى المرآة ، أو و نحن جالسون ، و الصوت الذي يبقى متردداً بداخلنا .. هؤلاء الأمور من يحددون مواقفنا تجاه أنفسنا .
- علينا السعي الدائم لتذكير الذات أنها أعظم شخص في الوجود بكل ما مرّت به من تجارب و أخطاء و عثرات و إنجازات .
- الأهم من هذا ، إيقاف زر التشغيل " المقارنة " ، لا تقارن نفسك سوى بنفسك .. قارن بين إنجازاتك في الماضي .. و الأخرى في الحاضر ..
- و لا ننسى الجلوس مع نفسنا ، لو لساعةٍ واحدة في اليوم ، نخاطبها ، نسمعها ، نناقشها ، نعرفها ، ندللها ، نوجهها للطريق الصحيح ، نتعاطف معها .. علينا التعامل معها و كأننا نتعامل مع الحبيب ، هذا الفعل سيساعد كثيراً حال وقوع الأزمات في المستقبل .
ذاتنا العليا هي الأحق و الأجدر بالحب و الاهتمام و الاحترام ، إياك و احتقارها ، فهذه الروح .. نفخةٌ إلهيّة .. و علينا تقديسها و الحفاظ عليها .
✍🏻 بقلمي شهد بكر 💙
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك