ما هو تأثير المعلومات على حياتنا اليومية؟ 2
ما هو تأثير المعلومات على حياتنا اليومية؟ |
تتمة لما تحدثنا عنه سابقا في مقال سابق....
قامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2012 وحده باستثمارمبلغ يزيد على مئتي مليون دولار لبناء منظومة متطورة قادرة على جمع المعلومات ودراستها وتحليلها
وذلك إيماناً منها بكثرة الفوائد التي يمكن الحصول عليها من هذه المعلومات.
ناهيك عن النواحي المالية والأمنية والاستخباراتية فيمكن تحقيق فوائد كبيرة من المعلومات الكثيرة وقد نذكر منها:
- إذا توافرت معلومات طبية كافية عن عدد كبير من المصابين بمرضٍ ما من خلال تخزين المشافي لتلك المعلومات على الإنترنت دون ذكر المعلومات الشخصية للمرضى فيمكن عندها الوصول إلى تحديد المورثات المسؤولة عن ذلك المرض بسهولة وبالتالي زيادة إمكانية إيجاد العلاج الشافي لذلك المرض، بل يمكن أيضاً تحديد الأشخاص المحتمل إصابتهم بالمرض وإيجاد طرق الوقاية منه أو اكتشاف طرق للتعامل معه ومنع حدوثه أو تطوره. أي يمكن الاستفادة طبياً وإنسانياً من تلك الكميات الكبيرة للمعلومات.
- إذا استطعنا معرفة السلوك الاقتصادي للبشر من خلال معرفة ما يشترونه وما يرغبون به وما يحتاجونه ومتى يشترون وماذا يفضلون وما الذي يفضله مجتمعٌ ما أو جماعةٌ ما أو فئة عمريةٌ محددةٌ فيمكن للشركات المنتجة تحسين منتجاتها وتطويرها و زيادة أرباحها ما ينعكس إيجابياً على الدولة والفرد والمجتمع.
- يمكن متابعة ظهور و انتشار أي مرض أو وباء بدقة عالية من خلال تسجيل أية إصابات على الإنترنت.
- وسائل التواصل الإجتماعي قد تكون أسرع بكثير في نقل المعلومات من أية وسيلة أخرى وقد تبين بأن المعلومات المتبادلة عبر تويتر وحده عند حوث زلزال وتداعياته كانت أفضل و أسرع من جميع أجهزة رصد الزلازل.
كل ذلك وغيره الكثير من الفوائد التي يمكن تحصيلها من كمية المعلومات الكثيرة المتبادلة عبر الإنترنت.
ولكن كمية المخاطر والسلبيات التي قد تنتج عن الاستخدام الخاطئ لتلك المعلومات كبيرةٌ
أيضاً خاصة عند وقوع تلك المعلومات في الأيادي الخاطئة التي قد لا تعترف بالقيم والمبادئ الإنسانية و التي تهدف فيما تهدف إلى جني المزيد من الأرباح أو بسط السيطرة وتوسيع رقعة نفوذها، فاليوم يعتقد الكثير من أبناء الشعب الأمريكي بأن حكومتهم تتجسس عليهم وتراقب كل تحركاتهم واتصالاتهم وهم يشعرون بأنهم فقدوا خصوصياتهم وحرياتهم رغم كل الشعارات التي تطلقها حكومتهم حول حقوق الانسان وحرياتهم، وكذلك نجد الكثير من الدول التي تتهم الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة بالتجسس عليها واستخدام المعلومات ضدها وحشد الواقف الدولية المعادية لها.
خلاصة الحديث
بأن المعلومات الكثيرة و المتزايدة قد تكون مثل كل شيءٍ في حياتنا فقد تكون سيفاً بحدين إذ يمكن استخدامها بشكلٍ مفيدٍ للبشرية ككل بقدر ما يمكن استخدامها بشكلٍ سلبيٍ يترك إنعكاساته وآثاره السلبية على الفرد و المجتمع.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك