بداية الهوى الرصين
بداية الهوى الرصين |
ضاعتْ مع الكلمات و تباعد صداها كبعد الوطن عن المسافرين ..
إرتطمتْ بحواف الخوف مدركةً أنه لا مجال للهوان و لا الحنين ..
جمعتْ بعضها عسى أن تكمل جولة الفتون للآحقين ..
فلم يلبث غير أنها تاهتْ أكثر بين الشبّان و البنين ..
ما بالها لا تشعر بعتبة المجانين و لا بحبِّ العاشقين ؟!
أكان يا فؤاد هكذا من أيام الأولين ؟!
و نستْ عرس العاشقين و المحبيّن ..
و تجافتْ أمام الصادقين و الولعين ..
تحسبها شخصيّة انطوائيّة ، و بها انطوت المجرة مع القمرين ..
لم تكن شمساً تحرق الملائكة اللئيمين ، بل كانت جحيماً يلدغ لطافة الشياطين ..
لم تعلم أنها إستحوذتْ على كياني بمجرد النظر لعيون المالكين ..
و تأججّت البراكين حال لمس يديها الناعمتين ..
فما عاد للصبر مكان .. و خصيصاً بعد ملامسة شفتي الياسمين ..
و أتكأتْ على صدري فشعرتْ بأني السند الوحيد بدل كلِّ الغائبين ..
صوّبتْ لأخلاجي كلمات عشقٍ و فجّرت الأجساد و كأنها تجاوزتْ خرافة جميع التنانين ..
نظرتْ لعينيَّ نظرة طفل المهد ، فأصابتْ ثقت القلب .. و وقعتُ في الكمين ..
عاهدتها ألا أميل مع أغصان العمر الحزين و الثمين ..
فكان جواب روحها الصدق و العهد طوال سنين اليقين ..
ثمَّ طمأنتها بأنَّ حبي بعيدٌ مديد .. لا يقتله و لا مئة ألف ضاعتْ مع الكلمات و تباعد صداها كبعد الوطن عن المسافرين ..
فأعادت النظرة مع قبلةٍ طويلة الأمد ، و انتشيتُ بلحظةٍ جعلتها وحدها من أضحت الروح .. و باتت القرين ..
فغفيتُ على ألحان عذوبتها و وجدٍ فريد ، و هنا بدأ التكوين ...
و بدأت حكايتنا التي لا نعرف ما نهايتها .. أهي الأنين أم الجنين ؟!
شهد بكر ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك