حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان ..
حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان .. ( أدبيات) |
(( و كأنَّ النيران عادت لتأكلنا .. و ماذا بقي منا .. حتّى نُؤكل ؟؟!! ))
كتبتْ هذه العبارة بأناملٍ مرتجفة , و يدٍ صغيرةٍ حالمة , و شعرٍ مبلل , و دمعةٍ ترفض الخروج .. و ترفض واقعاً مذبذباً .. بل مُذللاً ..
لم تكن الوحيدة بهذه الحالة , لكنها وحدها من رأى تلك الصور البشعة من الماضي ..
فزعة ٌ بسيطة , أصابتْ الأشخاص حولها ..
رجّة ٌ قويّة , هزّتْ عرش الأشياء حولها ..
وحدها من سمع أصوات الماضي .. لا الحاضر ..
وحدها من ركض خوفاً و رعباً , من رصاص الماضي .. لا الحاضر ..
هي لا تعلم كيف باتت الناس هنا هكذا , دون ردى فعل ( سوى السخريّة )
\
هل يتصنعون اللامبالاة ؟ أم أنهم فعلاً اعتادوا الموت ؟ّ
شعرتْ للحظةٍ ما , أنها مريضة , و كل من حولها يعيشون بحالةٍ طبيعيّة ..
أمسكت بقايا شجاعتها , و اتصلت بأقرب شخصٍ لها ..
فأعلن هاتفه " هذا الرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية حالياً .. نرجو المحالة لاحقاً "
فهربت مما هي فيه و قالت في نفسها : نتمنى أيها الحمقى .. تتحدثون العربيّة و لا تفقهونها ..
و من ثمَّ , استحضرتْ ذاكرتها , أنَّ صاحب هذا الرقم .. قتلته .. حربٌ أخرى ..
و كأنَّ حزنٌ واحدٌ لا يكفي للبكاء ..
و كأنَّ خوفٌ واحدٌ لا يكفي للانحناء ..
و كأنَّ ذكرى قاتلة واحدة .. لا تكفي .. للعياء .
تذكرتْ قصة حبٍّ عاشتها مع أحدهم ..
قصة ٌ ينقصها شرحٌ منطقي ..
قصة ٌ طويلة , تدور أحداثها عن خرابٍ في القلب , و ضياعٍ في الروح .. و حرب في العقل ..
بل هي حربٌ .. في الانتظار ..
رغم تشيعها لتلك اللعنة , إلا أنها تذكرتْ أيضاً كيف وقعت ! كيف مرضت ! كيف تعثرت ! كيف نضبت ! كيف .. كيف .. كيف ..
و ما بين كل حرف في ال ( كيف ) ..
ماتت مئة و ألف مرة , تبدّل حالها مليون مرة .. و فقدتْ ذاتها .. مرة ً واحدة .. في فضاءِ العدم الفارغ ..
احتضرتْ , فقدتْ الثقة , هوتْ , ترنحت .. و امتلأ حلقها بالخيبات , و رفض النداء لكلِّ الأسماء .. إلا اسمه ..
و بعد هذا التخبّط كلّه , و تساقط العبرات بين أحضان الشآم ..
قالت :
لعنة ٌ أصابتنا .. حربٌ في كلِّ مكان ,, و كلِّ شيء ..
فهل نلحق شراب الضوء ؟!
و كل ما يحدث معنا و حولنا , لا يوحي إلا ..للفناء ..
بقلمي شهد بكر✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك