سمُّ الحياة .. هو انتظار المجهول !!
سمُّ الحياة .. هو انتظار المجهول !! |
مرّتْ ليالي , و أنا انتظر طيفك و أجمع النجوم لعلّك تخلق مجدداً ..
ليالٍ مملوءة بالآهات و الغصّات و الدمعات ..
استيقظ يومياً دون طبع قبلة حنون على خدّك .. و دونك
أتناول الطعام و أطبخ ألّذه .. دونك
سرتُ لطريق عملي .. دونك .....
(( تحملّت ُ كلَّ العقبات و الصعوبات .. دونك ))
فأبشع ما مررتُ به , هو مواجهتي للأمور , دون كتفك , دون يدك التي كانتْ تدفعني للأمام خفيّة ..
آهٍ لو تدري كم اشتقتُ إليك ..
لحنانك المفرط , دفء عينيك , لطافة بسمتك و هدوء لمستك .. و عبق شفتيك ..
واظبتُ طلبك من ربِّ العباد بكلِّ حبٍّ و لهفةٍ و اهتمام ..
نسيتُ كلَّ الزلات , و تصارعتُ مع العائلات ..
أشغلتُ نفسي بالدراسات , و حضور المحاضرات و الحفلات و المسرحيات ...
قرأتُ القرآن آلاف المرات ,
تبّرعت حتّى لغير الفقراء بنية خروجك من المكان المظلم و الظالم ..
سنتان ... ثلاثة ........
" لا بأس .. سنةٌ أخرى من انتظار ارتداد الروح لن تضرّ بشيء "
خمسة و .................... تسعة .....
" بقي سنة , سيجبر الله بخاطري .. لابدَّ أنه سيأتي "
أعدُّ الأيام , الأشهر , الساعات .. و الثواني ...
أنت لا تعلم أبداً حجم المعارك الشعوريّة التي خضعتُ لها في غيابك ,
و حاولت الصمود حتى إذا رأيتك أبدو أمام سحرك بهذا السلام .
عيناي لازلت تراك في قلمي .. في عبارات كتبي
أتدرك وقع اختراق نيزك بعادك المعذّب على سماء قلبي ؟
و أنَّ دموعي تقف على حافة الهاوية دائماً ...
و لكن لسببٍ ما ... ترفض السقوط
لقد أوهمتُ الجميع برحيلي , و أوهمتُ نفسي أيضاً ( و أنت لا تعلم )
و لكن يا عزيزي ..
كيف يستطيع المرء استئصال أثر الجوى من كيانه ؟
انا لم أيأس يوماً ..
و لكن كل ما صادفني قتل ما بداخلي و حطمه , إلا ...
إلا ابتسامتك , نظراتك .. همساتك ..
ربما جميعها تكرر نداء العشق في جوفٍ عميق من ذاكرة وتيني ...
" أنا أحبك "
دع هذه الحروف تعبّر عن مدى خيبتي بك و بقدرك ..
بطلتك يا حبيبي و زوجي .. تجاهد طوال السنين بالانتظار و الضياع ..
و حال عودتها إلى سريرها , يتراءى أمامها ظلّك الوهمي ...
ليوسوس لها قرينها .. بالكتابة إليك ... مرةً أخرى ..
****
أكملتُ حياتي , تاركةً بقايا جثتي خلف عشقي ..
تزوجتُ , أنجبتُ ولداً .. اسمه " عمار " ..
تخيل .. أنه يشبهك أكثر من والده ..
والده لطيفٌ معي , متفّهم و حنون .. لكنك كالوشم الذي رُسم على حياتي ..
****
و بعد أن أضحيتُ على حافة هاوية الموت ...
التقيتك .. عند عتبة باب الوداع ..
هممتُ لأحضانك , تفحصتُ تجاعيد وجهك ...
لحظتها ...
(( لم ألحظ .. سوى سقوطي .. لتلك الهاوية ... ))
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك