مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/17/2021 11:21:00 م

الحبُّ الالكتروني .. خرافة أم خيال ؟


 بات عالمنا محكومٌ بالأرقام و الأجهزة .. و المواقع الالكترونيّة .

و هذه المواقع أضحت - و مع كلِّ الأسف و السرور معاً - نظيرةً للواقع ، فهي قد فُرضت علينا ( نحن البشر ) طريقة علاقاتنا ، أعمالنا ، تعبيراتنا ، معتقداتنا ... 

و لكن يبقى السؤال المطروق دائماً : 

  • " هل تستطيع هذه المواقع أن تخلق مشاعراً صادقة ؟! " 
  • " هل يخفق القلب .. من حرفٍ الكتروني ؟! "


***


" الحبُّ .. لا زمان له و لا مكان .. و لا وسيلة .. و لا منطق " 


" الحبُّ أينما حلَّ وقعه .. حلّت لعنته " 


" الحبُّ هو ارتباط أرواح وجوديّة .. لا ألواح الكترونيّة " 


هكذا قيل ، و هذه هي الحقيقة ، و لكن ..


《 نحن بحاجة إلى وعٍ أكبر و أكثر و أوسع ، بشأن هذا الموضوع ؟! 》 


***


ضمن المواقع الالكترونيّة ، هنالك الأخيار و الأشرار ، تماماً كالواقع ، يرتدون أقنعة الكذب و الخداع ، و يجملّون أنفسهم بالمثاليّة و السعادة .. و غيرها من الأشياء و المشاعر ..


لذلك علينا أن نكون حذرين بالتعامل ، فالمصادقيّة مطلوبة .. و لكنها نادرة ..


***


كيف يمكنني معرفة أنني وقعت في حبِّ أحدهم " الكترونياً " ؟!


سؤالٌ دقيق و في مكانه الصحيح .. 

بدايةً ، الأحاديث ستطول لساعات ، و أيام .. دون مللٍ أو ضجر .. أو رغبة للوصول إلى نقطة النهاية ( و هي محتمة ) 

كالذهاب للنوم مثلاً ..

ستجد نفسك مستسلماً له ، و بيدك الهاتف ، و كأنك تعانق تلك الروح التي قد تكون في الجهة الأخرى من العالم .


بمجرد أن تصلك رسالة منه ، ستشعر و كأنه يطوي المسافة و يرميها بعيداً مع كل الأشخاص الموجودة بداخلها ، لتغدو الابتسامة و الراحة هما سرُّ التواصل ، و لو لدقائقٍ معدودة .


و من بعدها ، ستتولّد الألفة ، و العادة ، و سيُصقل هذا التواصل الروحي الممزوج مع الالكتروني ، شيئاً فشيئاً .


سيكون لديك ملف خاص بالشخص ، تحفظ به كل تفاصيل يومه و جدوله ، لحظاتكم السعيدة ، و تلميحات الحبَّ الخفيّة . 


***

كيف يمكنك المحافظة على هذا التواصل ؟! 


تخصيص وقت معين ، تكونان قد انهيتما مهامكما ، تتفرغان لمحادثة بعضكما محادثة حقيقيّة ، و التحدث بالمجريات اليومية ..

و في حال الانشغال ، يكفي أن ترسل له كل ما يجول في خاطرك ، و حال رؤيته للرسائل سيجيبك فوراً بنفي الوتيرة و الحماس و الطاقة ..


شاركا بعضكما بالاهتمامات و الأهداف و الطموحات ، فهي تمثل جزء كبير من شخصية الإنسان .


ابتعدا قدر المستطاع عن الكذب ، فإن كان الكذب يُنجي .. فالصدق أنجى ..

الوضوح هنا هو العامل الأساسي للحكم على متانة هذه العلاقة  .


التحدث مكالمة فيديو ، هذا سيساعد كثيراً على تعزيز الثقة بينكما ، و خصيصاً إن تشاركتم معاً مشاهدة فيلم معين أو الاستماع لأغنية معينة .. سيبدو الأمر كالواقع تماماً ..

مع القليل من الخيال ..


***


لا يمكن الحكم القطعي على هذا النوع الجديد من العلاقات ، فاختلاف الآراء ، حتى اليوم تجعلنا لا نصل إلى نتيجة حاسمة ، من الأشخاص الذين أثنوا على الحبِّ الالكتروني ، و خاضوا في محراب تجربته ، قالوا : 


" أنه شعور رائع أن تكتشف نفسك ، و تنظم أفكارك ، و توجهها و تحفظها مع الشخص الصحيح "


" الإعجاب سابقاً كان بنظرة ، اليوم بات بعبارة ، فقد أضحينا نستشف الكثير و الكثير .. من عبارة واحدة .. بمجرد التأمل بها " 


" كما في الواقع أشخاص تخدع و تتسلى ، كذلك في الانترتيت ، لا أعلم لمَ الناس تشعر بقيد مشاعرها؟! "


***

و الفريق الآخر ، نقد الموضوع ، بل و هاجمه برفضٍ قاطع : 


" اللقاء الأول وجهاً لوجه ، هو ذروة الشعور و الشاعرية ، و هذا ما يفتقد إليها الحب الالكتروني


" ليس الجميع على ذات الوتيرة من المصادقية ، لكن على الأقل في الواقع تستطيع اكتشافهم عن طريقة ردات فعلهم ، لغة جسدهم ، لمعة عيونهم  ، مواقفهم ..

حتى مكالمات الفيديو ، لا تعد حلاً " 


" مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة لتحقيق غاية ، و ليست غاية بحد ذاتها ، فهي تساعد على نمو الحب ، و ليس على خلقه " 


" لا شيء يسرق لذة رائحة الرسائل الورقية و ملمسها ،  و الارتباك للقاء الأول .. النظرة الأولى  ... "


***


و في الختام ، كلّ علاقة كيفما كانت بدايتها ، هي محكومة بالقانون الكوني " النهاية

فإما تكون نهايتها النجاح أو الفشل ، و هي تجارب لتعلّم الإنسان و تزيد من خبراته .


أخبرنا الآن ..  ما رأيك .. 


" هل الحب الالكتروني .. خرافة أم خيال ؟! " 


💙شهد بكر 💙

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.