الحبُّ الالكتروني .. خرافة أم خيال ؟
بات عالمنا محكومٌ بالأرقام و الأجهزة .. و المواقع الالكترونيّة .
و هذه المواقع أضحت - و مع كلِّ الأسف و السرور معاً - نظيرةً للواقع ، فهي قد فُرضت علينا ( نحن البشر ) طريقة علاقاتنا ، أعمالنا ، تعبيراتنا ، معتقداتنا ...
- " هل تستطيع هذه المواقع أن تخلق مشاعراً صادقة ؟! "
- " هل يخفق القلب .. من حرفٍ الكتروني ؟! "
***
" الحبُّ .. لا زمان له و لا مكان .. و لا وسيلة .. و لا منطق "
" الحبُّ أينما حلَّ وقعه .. حلّت لعنته "
" الحبُّ هو ارتباط أرواح وجوديّة .. لا ألواح الكترونيّة "
هكذا قيل ، و هذه هي الحقيقة ، و لكن ..
《 نحن بحاجة إلى وعٍ أكبر و أكثر و أوسع ، بشأن هذا الموضوع ؟! 》
***
ضمن المواقع الالكترونيّة ، هنالك الأخيار و الأشرار ، تماماً كالواقع ، يرتدون أقنعة الكذب و الخداع ، و يجملّون أنفسهم بالمثاليّة و السعادة .. و غيرها من الأشياء و المشاعر ..
لذلك علينا أن نكون حذرين بالتعامل ، فالمصادقيّة مطلوبة .. و لكنها نادرة ..
***
كيف يمكنني معرفة أنني وقعت في حبِّ أحدهم " الكترونياً " ؟!
سؤالٌ دقيق و في مكانه الصحيح ..
بدايةً ، الأحاديث ستطول لساعات ، و أيام .. دون مللٍ أو ضجر .. أو رغبة للوصول إلى نقطة النهاية ( و هي محتمة )
كالذهاب للنوم مثلاً ..
ستجد نفسك مستسلماً له ، و بيدك الهاتف ، و كأنك تعانق تلك الروح التي قد تكون في الجهة الأخرى من العالم .
بمجرد أن تصلك رسالة منه ، ستشعر و كأنه يطوي المسافة و يرميها بعيداً مع كل الأشخاص الموجودة بداخلها ، لتغدو الابتسامة و الراحة هما سرُّ التواصل ، و لو لدقائقٍ معدودة .
و من بعدها ، ستتولّد الألفة ، و العادة ، و سيُصقل هذا التواصل الروحي الممزوج مع الالكتروني ، شيئاً فشيئاً .
سيكون لديك ملف خاص بالشخص ، تحفظ به كل تفاصيل يومه و جدوله ، لحظاتكم السعيدة ، و تلميحات الحبَّ الخفيّة .
***
كيف يمكنك المحافظة على هذا التواصل ؟!
تخصيص وقت معين ، تكونان قد انهيتما مهامكما ، تتفرغان لمحادثة بعضكما محادثة حقيقيّة ، و التحدث بالمجريات اليومية ..
و في حال الانشغال ، يكفي أن ترسل له كل ما يجول في خاطرك ، و حال رؤيته للرسائل سيجيبك فوراً بنفي الوتيرة و الحماس و الطاقة ..
شاركا بعضكما بالاهتمامات و الأهداف و الطموحات ، فهي تمثل جزء كبير من شخصية الإنسان .
ابتعدا قدر المستطاع عن الكذب ، فإن كان الكذب يُنجي .. فالصدق أنجى ..
الوضوح هنا هو العامل الأساسي للحكم على متانة هذه العلاقة .
التحدث مكالمة فيديو ، هذا سيساعد كثيراً على تعزيز الثقة بينكما ، و خصيصاً إن تشاركتم معاً مشاهدة فيلم معين أو الاستماع لأغنية معينة .. سيبدو الأمر كالواقع تماماً ..
مع القليل من الخيال ..
***
لا يمكن الحكم القطعي على هذا النوع الجديد من العلاقات ، فاختلاف الآراء ، حتى اليوم تجعلنا لا نصل إلى نتيجة حاسمة ، من الأشخاص الذين أثنوا على الحبِّ الالكتروني ، و خاضوا في محراب تجربته ، قالوا :
" أنه شعور رائع أن تكتشف نفسك ، و تنظم أفكارك ، و توجهها و تحفظها مع الشخص الصحيح "
" الإعجاب سابقاً كان بنظرة ، اليوم بات بعبارة ، فقد أضحينا نستشف الكثير و الكثير .. من عبارة واحدة .. بمجرد التأمل بها "
" كما في الواقع أشخاص تخدع و تتسلى ، كذلك في الانترتيت ، لا أعلم لمَ الناس تشعر بقيد مشاعرها؟! "
***
و الفريق الآخر ، نقد الموضوع ، بل و هاجمه برفضٍ قاطع :
" اللقاء الأول وجهاً لوجه ، هو ذروة الشعور و الشاعرية ، و هذا ما يفتقد إليها الحب الالكتروني "
" ليس الجميع على ذات الوتيرة من المصادقية ، لكن على الأقل في الواقع تستطيع اكتشافهم عن طريقة ردات فعلهم ، لغة جسدهم ، لمعة عيونهم ، مواقفهم ..
حتى مكالمات الفيديو ، لا تعد حلاً "
" مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة لتحقيق غاية ، و ليست غاية بحد ذاتها ، فهي تساعد على نمو الحب ، و ليس على خلقه "
" لا شيء يسرق لذة رائحة الرسائل الورقية و ملمسها ، و الارتباك للقاء الأول .. النظرة الأولى ... "
***
و في الختام ، كلّ علاقة كيفما كانت بدايتها ، هي محكومة بالقانون الكوني " النهاية "
فإما تكون نهايتها النجاح أو الفشل ، و هي تجارب لتعلّم الإنسان و تزيد من خبراته .
أخبرنا الآن .. ما رأيك ..
" هل الحب الالكتروني .. خرافة أم خيال ؟! "
💙شهد بكر 💙
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك