حبٌّ مسمومٌ .. و فراقٌ ملغوم
افترقنا ..
و لا أعلم .. لمَ افترقنا ؟!
و لا أعلم .. بماذا أشعر ؟!
في لحظة الوداع ، عندما أدرتُ ظهري له ، خافية دموعي و ضعفي ..
عجزت عن وصف الألم الذي احتّل رأسي ..
عجزت عن فهم الوجع الذي كان بغاية استمتاعه و هو يقضم قلبي ، و يحرق روحي ..
عجزتُ عن فهم تشنج عضلات معدتي ، و جمود أعصابي ..
عجزت عن فهم رغبتي العارمة بالركض تجاهك بمعانقتك و صب كل هذا العجز في حضنك ...
غادرتني بحججٍ كثيرة ، بعضٌ منها فهمتها ، و الآخر لم أستوعبها ..
وصفتني بأنني " فتاةٌ مسرفة " ، و أنت لا تهوى المسرفين ..
و معك حق ..
لقد أسرفت في الحب ، في الاهتمام ، في القلق ، في الأشواق .. أسرفتُ كثيراً بوهبي لك لطاقتي و كياني ..
و هذا الإسراف كان أكبر من عقلك الفارغ ، و قلبك البارد ..
هذا الإسراف .. كان يفوق مراحل إنسانيتك ..
وصفتني بأنني " فتاة محققة " ، و أنت لا ترتاح لهذه الألعاب الدرامية ..
و مرةً أخرى .. معك حق ..
لقد بالغت في بحثي الدائم عن مخاوفك لاحتوائها .. عن حبك ، عن اهتماماتك ، عن تفاصيلك لأحفظها عن ظهر قلب ..
و أعترف أنني كنتُ أنانيّة أحياناً .. فهنالك لحظات تمضي بنا .. لا أبحث عن أي شيء يخصك ، أو يخص العالم ..
بل أبحث عني بداخلك ..
في هذه الليلة الشتائية ، قارصة البرد و العواصف ..
الجنون وحده من دفعني للخروج من منزلي ..
و الذهاب إلى ذلك المقهى ..
دخلت ، و لم يتغير أي شيء .. أثاثٌ قديمة ، مكان ضيقٌ و صغير ، هادئ الألوان و الأجواء ..
لمحتُ طاولتنا ، لكنني لم ألمح شبحك أبداً ..
جلست .. طلبتُ مشروبي المعتاد .. و ثبّت نظري نحو الباب ..
تذكرت اللقاءات العشقية ، تذكرت ذلك اليوم الذي خفت من الحياة أن تخذلني و تأخذك بعيداً عني ..
فأشعر بلمسة يدك الدافىة تحاوط عالمي قبل يدي ..
و تخبرني أنك معي ، و بجانبي .. لآخر نفس ..
فأخفض رأسي خجلاً ، أو لربما لأنَّ هنالك ما بداخلي كان يصرخ العكس ، و أنا أحاول إسكاته ..
عيناك كانت كفيلة لإخراس وساوسي ...
كانت كفيلة لحمايتي من المستقبل ، من الناس ، من المفاجآت القدريّة ..
و اليوم ..
أحتمي بكل شيء أمامي .. حتى بأوراقي .. من لعنتك ...
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك