حكايةٌ .. بعد مضي العمر
حكايةٌ .. بعد مضي العمر |
طاولة مستطيلة جالستُ أحدهم عليها ، احفزه على إكمال الحياة المسلوبة .
ظلٌّ مباغت يقتحم الحديث من بعيد ، لفتَ انتباه فؤادي الشهيد ، بشعره القصير الأملس ، و رفعة حاجبيه كموج الأطلس ..
بملابسه الأنيقة .. و الشفاه العارية المغريّة .
ابتسم بعجلة الأقدار ، و غادر المكان لعلّه يقلل من الأضرار .
قطعتُ مسافة الجليد بيننا ... و أخيراً وصلتُ إلى برنا .
وقفتُ أمامه صامتة ، و صادقتُ نظرةً متشتتة ما بين الوئام و الآلام .
كسر حاجز الصمت بمكره المعهود :
لا أحد سيتأمل المقلتان بطريقتي ، فالأشياء الباردة هي ما تُحرق أحياناً .
ثبّتُ نظري يقيناً بالوهم المعقود :
لا يغرّك هذا الإزدحام ، و لا تنخدع بضجيج القوة و الإتمام .
- ألم تنسي ما مضى من أسى العشق و سكين الزمان ؟!
- حرر الأقصى و أعد السلم للبلاد .. عندها سأفكّر بإقياء الذكريات .
- و لكنَّ حبي مسموم ، أيعقل أن يقتل الإنسان نفسه و هو بهذا الواعي و ينحرم من الأمان ؟!
- لعنتي الأبديّة مهما حاولتُ حرقها ، إن كان النضج بتجاوز هواك ، فسأبتر أضلعي كلها قبل العزم على قلع الأشواك .
- أخبريني ، ما هو سرُّ جوهرة حكايتك يا فتاة الدروب و الأيام ؟
- لكل حكاية رونقها الخاص ، فقط لمن أحسن القراءة و الإخلاص .. و أنت يا غريب العمر كالقناص ..
يرقب فريسته بعيداً عن الأقفاص ..
و يطلق رصاصته على ضحيّة الخلاص ..
غمرني شعور هادئٌ ..
لربما السلام بعد أن زاح همُّ هذه الكلمات عن صدري ، أدرتُ ظهري ، سرتُ خطوتين ، و لّوحتُ له بأطراف أصابعي ..
فأحتضني كقسوة الفراق ..
و علم أني أريد مسح الدنيا لأرى الأشواق ..
و عرف أنَّ جمال الحكاية ... يقبع في داخل الأرواح و العشاق .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك