مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/07/2021 09:44:00 م

حكايةٌ .. بعد مضي العمر

حكايةٌ .. بعد مضي العمر
حكايةٌ .. بعد مضي العمر


 طاولة مستطيلة جالستُ أحدهم عليها ، احفزه على إكمال الحياة المسلوبة .

ظلٌّ مباغت يقتحم الحديث من بعيد ، لفتَ انتباه فؤادي الشهيد ، بشعره القصير الأملس ، و رفعة حاجبيه كموج الأطلس ..

بملابسه الأنيقة .. و الشفاه العارية المغريّة .

ابتسم بعجلة الأقدار ، و غادر المكان لعلّه يقلل من الأضرار .

قطعتُ مسافة الجليد بيننا ... و أخيراً وصلتُ إلى برنا .

وقفتُ أمامه صامتة ، و صادقتُ نظرةً متشتتة ما بين الوئام و الآلام .


كسر حاجز الصمت بمكره المعهود : 

لا أحد سيتأمل المقلتان بطريقتي ، فالأشياء الباردة هي ما تُحرق أحياناً .

ثبّتُ نظري يقيناً بالوهم المعقود : 

لا يغرّك هذا الإزدحام ، و لا تنخدع بضجيج القوة و الإتمام .

- ألم تنسي ما مضى من أسى العشق و سكين الزمان ؟!

- حرر الأقصى و أعد السلم للبلاد .. عندها سأفكّر بإقياء الذكريات .

- و لكنَّ حبي مسموم ، أيعقل أن يقتل الإنسان نفسه و هو بهذا الواعي و ينحرم من الأمان ؟!

- لعنتي الأبديّة مهما حاولتُ حرقها ، إن كان النضج بتجاوز هواك ، فسأبتر أضلعي كلها قبل العزم على قلع الأشواك .


- أخبريني ، ما هو سرُّ جوهرة حكايتك يا فتاة الدروب و الأيام ؟

- لكل حكاية رونقها الخاص ، فقط لمن أحسن القراءة و الإخلاص .. و أنت يا غريب العمر كالقناص ..

يرقب فريسته بعيداً عن الأقفاص ..

و يطلق رصاصته على ضحيّة الخلاص ..

غمرني شعور هادئٌ ..

 لربما السلام بعد أن زاح همُّ هذه الكلمات عن صدري ، أدرتُ ظهري ، سرتُ خطوتين ، و لّوحتُ له بأطراف أصابعي ..

فأحتضني كقسوة الفراق ..

و علم أني أريد مسح الدنيا لأرى الأشواق ..

و عرف أنَّ جمال الحكاية ... يقبع في داخل الأرواح و العشاق .



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.