حياةٌ مملوءة بالأمنيات
حياةٌ مملوءة بالأمنيّات |
يندّس ضمن جمجمتي على هيئة الفضول .. ذلك الشاب الإستثنائي
يبدو أن غموض المجرّة أجتمع ضمن كوينٍ صغير ..
دائماً ما تصيبني رغبة بالهروب من مدينتي ، و عائلتي .. و الذهاب إلى أرضك المجهولة .. لأراك .. لإكتشفك ..لأحفظك ..
في نهاية يومي المتناقض ، أتأمل النجوم و القمر ، أحدثها عنك ، عن شعور الذي لا مسمى له .. لعلهم يساعدونني بمكانتهم القدسية ..
أخبرهم بأنك جميل ، و بأنَّ جمال العالم استقرَّ بداخلك و ظاهرك ( رغم عدم لقائنا )
هذا ما يخبرني به .. قلبي ..
في نهاية حزني اللعين ، أربت على كتفي ، و أخبرها بأنني سألقاك يوماً .. و ستكون لطيفاً و حنوناً معها .. أكثر مني ..
هذا ما تخبرني به .. روحي ..
في نهاية أملي المتجدد ، يزورني إيماني مطلق بالمصادفات القدرية ، و حتى الآن ، لم ألقى صدفة لطيفة .. و كلّي ثقة .. أنَّ صدفتك .. عظيمة ..
هذا ما يخبرني به .. قلمي ..
و هنا تدور حلقة الأسئلة حول أفكاري ، و يرتب خيالي مشاهداً متعددة ..
كأن ألقاك في مركز المدينة ، أو مقهى قديم ، أو قارعة الطريق ، أو حديقة الياسمين ، أو مكتبة ضخمة .. أقع بين يديك ، و تطير الكتب حولنا .. معلنةً حبّاً روائي ..
أتشعر معي بهذا الشعور الدافئ ؟
هذا الشعور الغريب ، الذي يسير بمجرى دمي ..
سأعرفك .. سأعرفك و أخيراً ..
ليأتي الهواء و يضرب نافذتي ، و أستيقظ من أوهام يقظة حبٍّ ملائكي ..
أستيقظ على تلفظ اسمك ، و أنام على تسجيلات صوتك ..
و ما بين هاتان الفترتان .. لا يتوقف عقلي عن التحليل و التفكير .. بعالمٍ واحدٍ فقط .. هو أنت ..
أوثق أحداث كثيرة ، لعلنا يوماً نشاهدها معاً .. و نضحك على غبائنا ، للخضوع لتسمية علاقات البشر ..
أتشرب الشاي أم القهوة ؟ أم مشروب ثالث ؟؟
أتستيقظ مبكراً أم متأخراً ؟ أم مضطرب النوم ؟؟
أتسمع فيروزاً صباحيّة أم موسيقا كلاسيكيّة ؟ أم تفضل الصمت و سيجارة عفويّة ؟؟
يا ويلاه !! كم من الأمور الحياتية التي أجهلها عنك ..
و أتمنى معرفتها قبل موتي و مغادرتي لك ..
طالبةٌ جامعيّة ، مشتّتة ، أملك ما يكفي من الإلتزامات التي لا تعد ..
في بعض الأحيان أشرد ضمن المحاضرة ، أو أتأخر عن حضورها ..
و عندما أعود للمنزل أبكي ، أبكي و أناديك ..
ليتك هنا ، تساعدني ..
ليت وجودك بقربي الآن .. تجلس إلى جانبي على الطاولة ، و تحاول الشرح لعقلي الشبه مركز .. و تتحلى بالصبر ، و بإبتسامة السعادة و الرضى ..
فحتى و لو لم أفهم .. يكفي محاولاتك لأجلي .. يكفي أنك معي ..
و من بعدها نغلق كتب الأكاديميّة ، و نفتح كتب مغامراتنا اليوميّة ..
أستمع لك ، و تنصت لي .. و نغرق في صمت نظرتنا ..
أجالسك بهدوء ، أراقبك بشغف .. كيف تتحرّك بعالمك الكوني ..
أحضر لكل كوباً من الأعشاب الطبيعيّة ، لترتاح أعصابك ..
ثمَّ أسند رأسي على كتفك الرجولي ... و تقبّل ملامحي ..
و أذهب لإعداد العشاء ، هذه المرة دورم لتراقبني ، تبتسم ابتسامة فاتنة ..
تحاول إخباري بها أنك تحبني رغم محاولاتي الطبخية الفاشلة ..
و لربما أيضاً ، أستيقظ في الغد أجد نفسي مريضة ، تهتم بي ، و تخاف عليَّ ، رغم بجامتي العريضة ، و شعري الغير مرتب ، و شحوب وجهي ، و حركتي العجائزيّة ..
و على شفتيك ، ذات الكلام الناعم .. و البسمة القويّة ..
نعم ..
كلّها ذكريات وهميّة .. و لكن وحدها من يجعلني أتقدّم بخطواتي .. في هذه الحياة العدائيّة ..
شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك