بلسم الجروح .. و وداد الأيام
بلسم الجروح .. و وداد الأيام |
(( بعدما ولّى زمان الهوى ، ضُمرت حروفي في أرصفة النسيان ..
و صليت عليها مناسك عشقٍ بعد الهوان ..
و أقسمتُ ألا أحيها إلا إذا أذن لي ربُّ الأكوان ..
و ها أنت اليوم تبدّلي الأحزان ..
و تعيدي ترتيب أفكاري بمبسمك الفتّان ..
خلاصة نثري هما عيناكِ الحسناوتان ..
فيا ليتني معك الآن .. و لكنَّ القدر شاء و فرّق بين الأختان ..
فلا تقلقي يا زهرة البيلسان .. و يا بلسم الجروح و وداد الأيام ..
فحبي لك يتجاوز الخلجان .. سأعبر و أعبر و أعبر لأقول لقلبك :
مبارك لك .. بعد ما ذقته من العذاب ))
هذا ما كتبته عنك ، و عن رحلة اُختصرت مع أسطر الأوراق ..
و لم أعلم قط ، و يا ليتني ما علمت .. و يا ليتني ما استيقظت ..
أن بعد سنة و نصف من هذا الكلام .. ستحلُّ كارثة كونية ..
صدمةٌ كبرى اقتحمت الكيان ..
و أثرت بقلوبنا لتنزلق لعالم الأحزان ..
فلم يعد بمقدرونا العودة كما كان ..
فاجعةٌ أفنت الفؤاد و أسكتت الألحان ..
نمتُ على صوتٍ أحنُّ من الحنان ..
لأستيقظ بغتةً و قلبي ينذرني بالفقدان ..
تتخبط النبضات و يشتعل الحريق في الأبدان ..
صوتٌ يملأه النواح .. يخبرني بوفاة قرة العينان ..
تلبدت ألوان الفرح و الحماس ، و ابتعدت الحروف عن الأمان ..
لتبقى الأدمع سجينة المقرِّ و الجسد يترنح و يهوي كالأغصان ..
طال نومك .. طال غيابك .. طال رحيلك .. طال عقابك للولهان ..
فيا قرينة الروح و صديقة السكان ..
كيف طاوعك قلبك تركي وحيدة بين هذه الوحوش من السجان ؟!
كيف استطاع عقلك أن ينام لأبد الآبدين بدون احتضان ؟!
حرقة بالقلب أنت .. بل غصة العمر أنت .. و وجع الروح و صدمة الحياة و الشريان ..
ضحكتك شمسٌ لأملي ، و صوتك عالمٌ آخر يأخذني لراحةٍ لن أحظَ بها .. حتى آخر العقود و الزمان .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك