إقتلاع الجذور .. و الخضوع لوداع الشرور
إقتلاع الجذور .. و الخضوع لوداع الشرور |
بعد وحدةٍ من الأعوام الطويلة
هجرتني مثلما جاءت .. على عجلٍ , و بصمتٍ تام .
انتظرتها كثيراً .. لكنها لم تأتِ .. و على الأغلب .. لن تأتِ ..
لذلك ,
قررتُ إعادة ترتيب يومي .. في هذا المساء الحزين , بما يليق بخذلانٍ إقتحم روحي , و خيبةٍ عشعشت داخل كياني ... بما يليق برحيلها الصامت ..
فأنا رجلٌ شرقي , أعرف تماماً كيف يمكنني النهوض , مهما كثرتْ السكاكين و السيوف في ظهري , و اخترقت قلبي .
أطفأتُ أولاً تلك الشموع التي أنرناها معاً ( الليلة الماضية ) ..
و قمتُ بتشغيل الإنارة المنزليّة الكهربائيّة ..
على حافة طاولةٍ خشبيّة تراثيّة , و بطرف عيني .. وجدتُ كأس النبيذ الذي وُضع على شفتيها المغيرة , بحركةٍ سريعة , و دون لا مبالاة ( لا تصدقي ) ..
أوقعته على الأرض , حتّى تحطم إرباً إرباً .. كما فعلتي ..
ثمَّ ذهبت إلى مسجل الأغاني ,
و أخرجت منه ذلك الكاسيت الأوروبي القديم , و لا أعلم من أين حصلت على طاقةٍ و صبرٍ , يكفي لإزالة الشريط منه .. شيئاً فشيئاً .. مستعداً بذلك .. شريط ذكرياتنا ..
و من بعدها وضعتُ كاسيت شرقي , صاخب , يدعو للرقص و الجنون ( مع أنني رجل ) .. لم أرد أن أرقص .. كل ما أردته هو ضوضاءٌ خارجيّة , تخرس من بالداخل ..
و كررتُ النداء : لن تأتِ ...
ابعدتُ الستائر , و فتحتُ كلَّ النوافذ , رغم الزمهرير الذي كان يحاوط المنطقة , لكن لا بأس .. أريد ترجمة للبرود الذي أشعر به رغم روحي المشتعلة ..
ارتميتُ على الأريكة التي وضعتْ ملابسها فوقها , لكنني لم أجدهم .. و لن أجدها ...
حسناً ...
إن كانت ستأتي بعد آخر حرفٍ من هذه الخاطرة .. سأسامحها ...
لكن و على ما يبدو .. أنها لن تأتِ ..
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك