دميةٌ روحيّة .. نطقتْ بعد ذبول الياسمين
" لما عبر الجانب الآخر من الجسر .. هبّت الأشباح للقائه "
(( عنوان فرعي لفيلم " نوفيراتو " ))
***
ذات ليلة من ليالي العمر المجهول ..
دبَّ الخوف بي فجأة و ارتعشت يداي مبعدةً اللعبة عني .
لابدَّ بأنني دخلتُ لعالم الهلوسة من كثرة التعب و الإرهاق ، بعد التحوّل الجذري المباغت الذي حصل في حياتي .. و غيرها نحو الأفضل ..
لكن تبقى هنالك ندوب .. لا و لن تُمحَ ..
لا تقلقي ..أنا هنا لأجلك ..
ظلّت الدميّة تبتسم كما عرفتها ، ما هذا الصوت ؟!
و من أين ظهر ؟!
- أنا روحٌ تعرفينها و لكنك الآن لا تفقهين من هي ..
أسمع نغمات آلامك ، و مناداتك الدائمة .. تعصرين قلبي كلما عصرتي هذه اللعبة لكمِّ آهاتك المتصاعدة ..
لم أشأ البوح بأيِّ كلمة ، فمن المؤكد بأنه حلم يراودني .. حلمٌ عابر ..
قررت الخضوع فقط ..
و الاستسلام للحظة الراهنة ، و انتشيتُ بثمالة المجهول ، و بأنني سأستيقظ .. لأخبره مرتجفةً لما عشته .. و هو لن يهتم .. كما يحدث دائماً ..
- أنت تشبهين كل أولئك الذين حزنوا ، و أراهم يحزنون، لكنَّ حزن الآخرين لا يهمني .. أنا هنا لأجلك ..
كان الصوت يعيد تكرار تلك الجملة " أنا هنا لأجلك " ..
لربما لأنني ظمآنة جداً لسماعها ..
ابتسمتْ قائلةً : وداعاً أيها الملاك البشري الأخير ..
و بالفعل ..
استيقظت ..
اتصلت به ..
لكنني لم أجده .. لم يجب ..
فتذكرت أنه استشهد مع أول كلمةٍ نُطقت في ساحة معركة الياسمين ..
و أدركت أنَّ ...
دقائق السعادة القليلة تكفي أحياناً لتساعد المرء على تحمّل الخيبات .. و إخفاقات الزمن الحزين .
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك