مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/21/2021 10:12:00 م

دميةٌ روحيّة .. نطقتْ بعد ذبول الياسمين

دميةٌ روحيّة .. نطقتْ بعد ذبول الياسمين

دميةٌ روحيّة .. نطقتْ بعد ذبول الياسمين



 " لما عبر الجانب الآخر من الجسر .. هبّت الأشباح للقائه " 

(( عنوان فرعي لفيلم " نوفيراتو " ))


***


ذات ليلة من ليالي العمر المجهول ..

دبَّ الخوف بي فجأة و ارتعشت يداي مبعدةً اللعبة عني .

لابدَّ بأنني دخلتُ لعالم الهلوسة من كثرة التعب و الإرهاق ، بعد التحوّل الجذري المباغت الذي حصل في حياتي .. و غيرها نحو الأفضل ..

لكن تبقى هنالك ندوب .. لا و لن تُمحَ ..


 لا تقلقي ..أنا هنا لأجلك ..

ظلّت الدميّة تبتسم كما عرفتها ، ما هذا الصوت ؟! 

و من أين ظهر ؟!

- أنا روحٌ تعرفينها و لكنك الآن لا تفقهين من هي  ..

أسمع نغمات آلامك ، و مناداتك الدائمة .. تعصرين قلبي كلما عصرتي هذه اللعبة لكمِّ آهاتك المتصاعدة ..

لم أشأ البوح بأيِّ كلمة ، فمن المؤكد بأنه حلم يراودني .. حلمٌ عابر ..

قررت الخضوع فقط ..

 و الاستسلام للحظة الراهنة ، و انتشيتُ بثمالة المجهول ، و بأنني سأستيقظ .. لأخبره مرتجفةً لما عشته .. و هو لن يهتم .. كما يحدث دائماً ..

- أنت تشبهين كل أولئك الذين حزنوا ، و أراهم يحزنون، لكنَّ حزن الآخرين لا يهمني .. أنا هنا لأجلك ..

كان الصوت يعيد تكرار تلك الجملة " أنا هنا لأجلك " ..

لربما لأنني ظمآنة جداً لسماعها ..

ابتسمتْ قائلةً : وداعاً أيها الملاك البشري الأخير ..

و بالفعل .. 

استيقظت ..

اتصلت به ..

لكنني لم أجده .. لم يجب ..

فتذكرت أنه استشهد مع أول كلمةٍ نُطقت في ساحة معركة الياسمين ..

و أدركت أنَّ ...

 دقائق السعادة القليلة تكفي أحياناً لتساعد المرء على تحمّل الخيبات .. و إخفاقات الزمن الحزين .



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.