حتّى في القرار النهائي .. إنتظرته..
حتّى في القرار النهائي .. إنتظرته |
نظرتُ إلى ساعتي في اليد .. إنها الثامنة مساءً ..
وقفتُ تحت شجرة اللقاء ..
هنا تماماً كنا نجتمع كلَّ يومٍ تقريباً .. و في مثل هذه الساعة تماماً ..
إنتظره طويلاً , لكن ليس بذلك الطول .. خمسة دقائق أو يزيد بقليل ..
ليأتي من خلفي واضعاً يده على عيني .. لم نكن مختلفين .. بل كنا حقيقين في زمنٍ يصعب أن نجد لكلمة " الحقيقة " حرفاً ..
إنتظرته هذه المرّة أيضاً .. و لكنَّ الإنتظار طال , طال حتى مضت ساعة .. و إثنتان .. ربما أكثر ..
رأيتُ وجهه .. وجوهنا القديمة .. و كنا نسرق القبل من شرفة الغرام ..
وحيدة ها هنا .. أقضم على شفتي من شدة اليأس و |الحزن| ..
بعد سنواتٍ عدّة ... اليوم لوحدي ..
مازلتُ حتى هذه اللحظة الراهنة أرى كل شيء , أرى بوضوح تلك الذكريات الجميلة ..
كان يجلس متكأً لراسه على كتفي , و نتبادل الأدوار , بحسب صاحب الحديث .. نسرق النجوم لنضعها في حفرة قلوبنا .. نتهامس .. نرسم مستقبلاً رغم إيقاننا التام بواقعنا المرير و المرعب ..
كل ذلك .. تحت جذع هذه الشجرة ..
و مرةً ثانيّة .. اليوم لوحدي ..
لربما لم يعلق بذاكرته شيء من هذا كي ينساه ..
لربما كان يحاول إختراع المشاجرات مراراً و تكراراً كي أبتعد عنه ..
لربما تلك الأسباب الرديئة التي رحلتُ عنه لأجلها , لم تكن سبب كافي ..
لربما كان عليَّ البقاء ..
لكن صدّقني ..
لقد أسرفتُ في كل موجودات و وجوديات الكون , لكي أبقى .. لكنك وحدك .. من كان يريد المغادرة ..
و قراري قبلك , و تنفيذي له .. لم يكن سوى تحصيل حاصل ..
فحتى في هذا القرار , كنت أنتظرك لتأخذه ..
بقلمي شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك